إسقاط النظام سوف يساعد الأخوة في الشمال بالتغيير والتحرير في الجنوب وقضيتنا في الجنوب قضيه وطن وهوية واستعاده دوله .

الأحد، 31 يوليو 2011

المبادئ والقواسم المشتركة للتوافق الجنوبي على طريق الإعداد والتحضير للمؤتمر الجنوبي القادم وترتيب البيت الجنوبي .



بسم الله الرحمن الرحيم

المبادئ والقواسم المشتركة للتوافق الجنوبي على طريق الإعداد والتحضير للمؤتمر الجنوبي القادم وترتيب البيت الجنوبي .

بقلم : ابو وضاح الحميري

برغم ما حققه الحراك الجنوبي السلمي من ايجابيات ومكاسب لصالح قضية الشعب الجنوبي العادلة والمشروعة وما قدمه من تضحيات وصمود وبطولات ،، إلا انه ينبغي علينا الاعتراف أن الحراك لم يستطيع مع الأسف أن ينتج قيادة جنوبية موحدة وفاعلة لقيادة الحراك الجنوبي بحجم ومستوى القضية الجنوبية قادرة على السير فيها بثبات قدما ولم تستطيع قيادات الحراك في الداخل والخراج إن توحد وتنظم عملها أو إن توجد على الأقل آليات للعمل المشترك والتنسيق الجنوبي لتوحيد وتنظيم الإمكانيات والطاقات الجنوبية وللعمل السياسي والإعلامي والدبلوماسي الموحد والمنظم وكان لتعدد هذه المكونات وتعدد القيادات وخلافاتها تأثيرا سلبيا اضعف الحراك واضعف تعاطي وتعاطف وتأييد الشارع الجنوبي والشمالي والخارجي بشكل عام نتيجة لضعف الأداء السياسي وتناقضه وتخبطه وعدم منهجية الخطاب السياسي والإعلامي والعمل الدبلوماسي وتوحيد الإمكانيات المادية ومعالجة قضايا الشهداء والجرحا والمعتقلين بشكل موحد ومنظم الأمر الذي أدى الى تبعثر وتشتت الجهود والإمكانيات وأصبح الحراك أشبه بالسفينة التي تعوم بدون ربان تتقاذفها الأمواج وتتهددها الأخطار .

وأمام هذا الواقع الذي وصل إليه الحراك وما يتعرض له الجنوب من تدمير وفوضى وانفلات امني ومخاطر فان المسؤولية الجسيمة تقع اليوم بدرجة رئيسية على مختلف النخب السياسية والاجتماعية والمشايخ والعقلاء وكافة الجنوبيين الشرفاء لمواجهة هذه المخاطر والتحديات التي لا يمكن للجنوبيين من مواجهتها إلا من خلال وحدتهم وترتيب البيت الجنوبي وتشكيل قيادة جنوبية موحدة قادرة على السير بالقضية الجنوبية بنجاح وتأمينها من الزلات والمخاطر والذي لن يتحقق لنا ذلك دون البناء على قاعدة التصالح والتسامح والشراكة وقبول الأخر واستعادة الثقة وإيجاد تطمينات لكل الأطراف الجنوبية وللخارج كذلك .

إن ترتيب البيت الجنوبي اليوم قد أصبح مهمة ملحة وهماً وهاجساً لكل جنوبي بل وأصبح مطلب مستعجل أكدوا عليه الجنوبيين في العديد من مناشداتهم ولقاءاتهم المختلفة في الداخل والخارج وما يجري هذه الأيام من حوارات جنوبية جنوبية لتحقيق هذه الغاية على طريق الإعداد والتحضير لعقد مؤتمر جنوبي شامل لمختلف القوى السياسية الجنوبية في الداخل والخارج.

ولذلك فان المصلحة الوطنية الجنوبية تقتضي من مختلف هذه النخب بتنوع توجهاتهم ومشاريعهم فتح حوار واسع والجلوس على طاولة الحوار للتشاور للخروج برؤية تلبي طموحات وتطلعات الشعب الجنوبي في تقرير مصيره وفي الاتفاق على مبادئ عامة وقواسم مشتركة يتوافق عليها كل الجنوبيين ويحتكم ويتقيد فيها الجميع ويعمل على هداها ..

إن الحوار المطلوب اليوم بل والمفروض هو ذلك الحوار الذي لا يستثني احد لان مصلحة الجنوب تتطلب من مختلف قواه السياسية إن تتحاور للخروج بقواسم مشتركة تردم الهوة الموجودة وتوجد قنوات للعمل المشترك وجسور للتواصل توفر إمكانية ترتيب البيت الجنوبي للرقي بنضالنا وتأمين مسيرته ومواجهة هذه التحديات والمخاطر .

وإسهاما واجتهادا منا فأننا نقدم بعض هذه المقترحات حول قواسم العمل المشترك للجنوبيين على طريق الإعداد والتحضير لعقد المؤتمر الجنوبي القادم إنشاء الله

المبادئ والقواسم المشتركة :

1- إن نؤمن ونقر جميعا إن الجنوب كل الجنوب هو ملك لكل أبنائه من أقصاهم إلى أدناهم على اختلاف عشائرهم وقبائلهم ومناطقهم وانتماءاتهم ومشاربهم السياسية وتوجهاتهم الفكرية و بالتالي فان كل أبناء الجنوب متساوين في الحقوق والواجبات وشركا في السلطة والثروة وانه محال أن تنفرد قبيلة أو منطقة أو أسرة أو حزب في حكم الجنوب والتحكم بالثروة دون إشراك ومشاركة كل الجنوبيين .
2- ومادام الجنوب هو ملك كل الجنوبيين فان مسؤولية حماية الجنوب والدفاع عنه واستقراره وأمنه هي في نفس الوقت مسؤولية الجميع بمختلف توجهاتهم السياسية والقبلية وهي مهمة وطنية مشتركة ونظرا لما يواجهه الجنوب من تأمر ومخطط يستهدف جره لحرب أهلية وللفوضى فان المهمة اليوم تقتضي تشكيل مجالس ولجان في كل قرية ومدينة من مختلف القوى الجنوبية للحفاظ على الأمن والسكينة والدفاع عن الأرواح والممتلكات والتصدي لكل الأعمال والممارسات التي يراد لها جر الجنوب والجنوبيين الى مستنقع الفوضى وإدخاله في دوامة من العنف والتمزق والاحتراب لذا فان مواجهتها والحفاظ على الجنوب هي مهمة كل جنوبي ولا تستثني احد .

3- إن القضية الجنوبية هي قضية شعب ارض وإنسان ودولة وهوية وتاريخ وهي قضية سياسية لا تقبل المساومة ولا يمكن لأحد تجاهلها أو اختزالها أو المتاجرة فيها .

4- الإقرار أن الشعب الجنوبي هو المرجعية الوحيدة لحل القضية الجنوبية وصاحب الحق الأول في تقرير المصير وإن تعمل كل القوى السياسية بمختلف توجهاتها على تجسيد أرادة الشعب الجنوبي في تحقيق تطلعاته وطموحاته في استعادة حريته وفي تقرير مصيره بنفسه من خلال تسخير مختلف الإمكانيات السياسية والإعلامية والمادية لتحقيق ذلك .

5- إن الوسيلة لتحقيق هدف الجنوبيين لاستعادة دولتهم هو النضال السلمي سلاح العصر الراهن الذي اثبت فاعليته كشكل حضاري فاعل وآمن اقل تكلفة ويؤسس لثقافة جديدة خالية من العنف والاحتكام للسلاح في حل الخلافات والمنازعات في المستقبل .

6- أن الحراك الجنوبي السلمي هو الحامل الرئيس للقضية الجنوبية كحركة شعبية سلمية عادلة جاءت على اثر فشل الوحدة بعد حرب 94م ونتيجة لمعانات وقهر وإلغاء وتهميش شعب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وهي حركة تناديا باستعادة حقها في الوطن والحرية والسيادة وليست حركة مطلبيه ولا انفصالية لان الجنوب تاريخيا كان كيان ودولة مستقلة ذات هوية وتاريخ مستقل بغض النظر عن التسمية اليمنية وبالتالي فانه لا يحق لأي حزب أو تيار أو قبيلة أو منطقة أن تدعي ملكيتها للحراك وللقضية الجنوبية أو تطالب تسجيل ماركة الحراك باسمها .

7- نظرا لانقسام الجنوبيين بين مشروعي فك الارتباط والفدرالية فأنني أرى حلا لهذه الإشكالية ولأتحاذ موقف موحد أن تتفق كل القوى الجنوبية على :

-- إن خيار فك الارتباط يرتبط بنظام الرئيس علي عبدا لله صالح ولذلك فإننا نتفق جمعيا أن يكون خيارنا هو النضال من اجل فك الارتباط واستعادة دولة الجنوب ما بقي نظام علي عبد الله في الحكم وهو خيار ينبغي أن يجمع عليه كل الجنوبيين .

-- إن أي تفكير أو حوار لمعالجة القضية الجنوبية من خلال إعادة صياغة الوحدة والشراكة من خلال الفدرالية في إطار دولة اتحادية أو غيرها هو أمر لا يمكن الحديث فيه إلا بعد توفر شرطين رئيسيين هما ،، إسقاط النظام ،،،وإقامة دولة النظام والقانون الدولة المدنية الحديثة ،، وبدون توفر هذين الشرطين سيظل الجنوبيين جميعا يناضلون من اجل استعادة دولتهم المستقلة .

8- أن أي حوار مع أخواننا الشماليين بعد إسقاط النظام ينبغي ان يقوم على أساس الشروط التالية :

‌أ- الاعتراف بالقضية الجنوبية كقضية سياسية لشعب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية له هويته وتاريخه وثقافته كشعب عربي كان له دولته وليس فرع عاد للأصل .

‌ب- إن يقر ويعي أخواننا الشماليين ان الوحدة السياسية التي تمت بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية عام 90م قد انتهت في حرب 94م وان ما هو موجود اليوم على ارض الجنوب ليس وحدة بل هو استعباد وضم وظلم واغتصاب للجنوب بالقوة العسكرية التي فرضته حرب 94م .

‌ج- إن أي حوار لحل القضية الجنوبية ينبغي أن يكون على قاعدة الطرفين الشمال والجنوب وبين ممثلي الشمال وممثلي الجنوب .

9- لا يحق لأي حزب أو تيار سياسي او قوى ان تمثل او تدعي تمثيل الجنوب الا بمقدار حجمها الذي تحدده صناديق الاقتراع دون مصادرة او إلغاء حق الآخرين بمعنى ان حل القضية الجنوبية وتحديد ملامح المستقبل ينبغي ان تكون محل إجماع جنوبي أكان من خلال توافق مختلف القوى السياسية الجنوبية او من خلال استفتاء شعب الجنوب.

10- تعميق ونشر ثقافة التصالح والتسامح وان ينطلق الجنوبيين بمختلف توجهاتهم السياسية وتنوعها من التجسيد الحقيقي لعملية التصالح والتسامح كأساس صحيح وقاعدة صلبة لبنا المستقبل وحل مختلف التباينان والإشكاليان إيمانا بان الجنوب ملك الجميع ويتسع للجميع وكلنا شركاء فيه وان نعمل جمعيا على تحويل عملية التصالح والتسامح إلى سلوك وثقافة في التعامل والتعاطي مع بعضنا البعض وفي حل التباينات والخلافات .

11- التمسك بقيم ديننا الحنيف وبأخلاقنا العربية والإسلامية الأصيلة ونبذ التعصب الطائفي والمناطقي والحزبي ومحاربة ورفض التطرف والعنف وتصدير الثورات والإرهاب بكل أشكاله والانفتاح على العالم بثقافته وحضارته وعلومه .

12- إن الدولة الجنوبية التي يناضل الجنوبيين من اجل استعادتها ككيان هي دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بصفتها القانونية والاعتبارية وبكامل سيادتها وأراضيها ،، وان دولة المستقبل التي ينشد بنائها الجنوبيين ليست دولة الحزب الاشتراكي ولا عودة حكم السلاطين أنما هي دولة النظام والقانون دولة المؤسسات المدنية الحديثة التي تقوم على أساس الشراكة الوطنية الحقيقية في الثروة وفي السلطة وفي إدارة أبناء المناطق شؤون مناطقهم بأنفسهم وفق الكفاءات والتخصصات العلمية ،، دولة تؤمن وتحقق للجنوبيين طموحاتهم في حياة حرة كريمة في مجتمع أمن مستقر يسوده العدل والمواطنة المتساوية واحترام حقوق الإنسان والحريات .

13- التمسك بالديمقراطية والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة وضمان وحماية حقوق الناس والحريات واحترام الأديان وعدم التدخل في شؤون الغير وتجريم استخدام أجهزة الدولة العسكرية والمدنية والمال العام لصالح أي حزب أو في قمع الحريات .

نسأل الله العلي القدير أن يكلل جهود الجنوبيين بالنجاح والتوفيق في هذا الشهر الكريم وان يجعله علينا وعلى جميع المسلمين شهر رحمة ومغفرة وخير ومحبه وسلام ,,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق