إسقاط النظام سوف يساعد الأخوة في الشمال بالتغيير والتحرير في الجنوب وقضيتنا في الجنوب قضيه وطن وهوية واستعاده دوله .

الجمعة، 22 أبريل 2011

يا أبناء الجنوب إتحدوا




مقالات
يا أبناء الجنوب إتحدوا

مقال مهم جدا ً بقلم / المفكر الدكتور محمد حيدره مسدوس

يا ابناء الجنوب في الداخل و الخارج وفي السلطه و المعارضه اتحدوا و افهموا بان الواقع في الجنوب يبحث عن وطن و ليس عن سلطه ، و ان الواقع في الشمال يبحث عن سلطه و ليس عن وطن ، و ان شرعية الاول اقوى من شرعية الثاني ، و ان اخضاع الاول للثاني خطأ تاريخي يصعب تلافيه ، و افهموا ايضا بان كل خاطئ هو في مشكله مع ذاته قبل ان يكون في مشكله مع غيره ، لان ما يجعل الانسان في مشكله مع غيره هو الخطاء و ليس الصواب .

فمطلب اسقاط النظام الذي تم رفعه قد يكون صوابا للشمال و نحن نؤيده ، و لكنه ليس كذلك بالنسبه للجنوب ، حيث ان الجنوبيين اذا ما اعتبروه مطلبهم سيقعون في الخطأ و سيكونون في مشكله مع ذاتهم قبل ان يكونوا في مشكله مع صنعاء .

صحيح ان بعضهم يعتقد بان اسقاط النظام يعني اسقاط الاحتلال و حل قضية الجنوب ، و لكنه ليس كذلك ايضا . و يمكن توضيح ذلك في التالي :

اولا: ان شعب الجنوب يريد استعادة ارضه و ثروته المنهوبه ، و يريد استعادة تاريخه السياسي و هويته المطموسه ، و موقف المعارضه و ثورة الشباب في الشمال من ذلك معروف ، فهم يقولون ان ثورة الشعب السلميه ستحل قضية الجنوب و لم يقولوا بانها ستجلس مع الجنوبيين لحلها .
و هذا يعني بان عدم الاعتراف بطرفي القضيه اللذان هما : الشمال و الجنوب هو أصلا نكران للوحده و عدم الاعتراف بها ، اي انه ينفي بان اليمن كان يمنين بدولتين ، و هو بهذا ينفي هوية الجنوب .

و لذلك فان أياً من السلطه او المعارضه او ثورة الشباب يريد بالفعل ان يفهم القضيه و يفهم حلها فان عليه ان يعترف بالوحده من خلال الاعتراف بطرفيها ، و ان يسلم بان اليمن السياسي كانا يمنين بدولتين و هويتين الى يوم اعلان الوحده كما كان في الواقع و كما هو موثق في المنظمات الدوليه ، و ان يسلم ايضا بان الجنوب ملك لاهله و ليس ملكا لهم ، و ان يبتعد نهائيا عن كذبة اليمن الواحد و التاريخ الواحد و الثوره الواحده و غيرها من المفاهيم الكاذبه التي جاءت بها الحركه الوطنيه خارج الواقع الموضوعي الملموس ، لانه بدون ذلك كيف يمكن ان تكون هناك قضيه جنوبيه و كيف يمكن ان نتفاهم ؟؟؟ .

فهناك شعبين بدولتين و بهويتين و بتاريخين سياسيين مختلفين ، و الحركه الوطنيه ذاتها معترفه بالدولتين و شاركت في حكومات الدولتين الى يوم اعلان الوحده . كما ان الوحده من الناحيه الموضوعيه و المنطقيه لا يمكن ان تكون وحدة الواحد . و بالتالي أفلم تكن هذه الواحديه التي جاءت بها الحركه الوطنيه نافيه موضوعيا للوحده ؟؟؟ ، و الم تكن الحركه الوطنيه على خطأ تجاه الوحده بين الشمال و الجنوب ؟؟؟ .

ثانيا: ان جميع المبادرات التي سمعناها قد جاءت استجابه لمطالب الشمال دون الجنوب ، لانها جميعها بما فيها مبادرة اللقاء المشترك و ثورة الشباب و بما فيها مبادرة مجلس التعاون الخليجي قد خلت من اية اشاره لقضية الجنوب ، بل و كأنهم يقولون لنا لا مكانه لقضيتكم بيننا . و عتابنا على اشقاءنا في مجلس التعاون الخليجي انهم قبلوا شرط الرئيس علي عبدالله صالح بالحفاظ على الوحده مقابل خروجه من السلطه ، و هم يدركون اكثر من غيرهم بان الوحده انتهت بحرب 1994م ، و ان ما هو موجود منذ الحرب ليس وحده ، و انما هو إحتلال إستيطاني اسواء من إلاحتلال البريطاني . و من ينكر ذلك عليه ان يقنعنا بعكسه . كما ان كل هذه المبادرات قد نصت على دستور جديد يقوم على النظام البرلماني .

و هذا يعني بان السلطه ستظل شماليه بإمتياز ، لان البرلمان سيظل شماليا الى الابد و سيسقط الجنوبيين كما اسقط البيض و سالم صالح في إنتخاب مجلس الرئاسه عام 1993م و نحن مازلنا في شهر العسل بإعلان الوحده ، و هم مازالوا معترفين بان البيض هو الذي اعلن الوحده معهم بمفرده . ثم ان النظام البرلماني لا يصلح موضوعيا للجمهوريات ، و انما هو فقط تحصيل حاصل لوجود الاسر المالكه . و قد سبق وان عللت ذلك بالتفصيل في مقابلات صحفيه سابقه . و الاكثر من ذلك ان النظام البرلماني بالنسبه لليمن سيكون نظاما للازمات السياسيه المتواصله .

فبمجرد تخزينة قات لعدد كافي من مجلس النواب سيسحبون الثقه من الحكومه و سيخلقون ازمه سياسيه في البلد . اما النظام المختلط كالنظام الفرنسي مثلا ، فليست له مكانه في التقسيم الموضوعي للعمل ، و هو لذلك خطاء موضوعي لا يجوز الاخذ به . و بالتالي فأن النظام المناسب لليمن هو النظام الرئاسي فقط و لا غير و بالضروره .


ثالثا : بما ان قضية الجنوب قضيه وطنيه تسمو من حيث المبدأ على قضية اسقاط النظام ، فان المبادره الخليجيه المدعومه غربيا قد وضعت العربه قبل الحصان . حيث حصرت الازمه في مطالب الشمال السلطويه دون مطالب الجنوب الوطنيه . فهي لم تدرك بان كل مشاكل اليمن مفتعله لدفن قضية الجنوب ، بداء بتنظيم القاعده ، و مرورا بمشكلة صعده ، و انتهاء بثورة اسقاط النظام ، اي انها لم تدرك بان الواقع في اليمن واقعين ، و ان مبادرتها هذه كانت استجابه لواقع الشمال الذي يناضل لاسقاط النظام منذ شهرين ، و تجاهلت واقع الجنوب الذي يناضل لاستعادة وطنه منذ ظهور الحراك الجنوبي عام 2007م . و اطلب ممن يخالفني ذلك بأن يصنف الواقع الحالي في الجنوب ، فاذا ما وجده واقعا وحدويا فسوف نعترف بانه على حق و نحن على باطل ، و اذا ما وجده واقعا احتلاليا فيجب ان يعترف بأننا على حق وهو على باطل .

و في هذه الحاله فانه يقع على الجنوبيين بان يبتعدوا عن المشاركه في اية حلول لسلطة الشمال حتى لا تكون على حساب وطنية الجنوب ، و ان يعدوا انفسهم لما بعدها . حيث ان ما بعدها هو بالضروره دور حل قضية الجنوب . و اقول لاي جنوبي يسيل لعابه للسلطه ان يدرك بأن اختياره ليس ثقةً فيه ، و انما هو لأعتبارات جنوبيه تهدف الى دفن قضية الجنوب ، و عليه ان يدرك ايضا بانه لا يجوز له موضوعيا ممارسة السياسه بدون قضية وطنه ، و ان يدرك كذلك بانها لا توجد و لن توجد شرعيه لاي حل الا على قاعدة الشمال و الجنوب ، و لا توجد و لن توجد شرعيه ايضا لاي حل الا باعتراف الشماليين بشماليتهم و الجنوبيين بجنوبيتهم ، و لا توجد و لن توجد شرعيه كذلك لاي حل مهما كان عادلا الا برضا شعب الجنوب صاحب الشأن . و على من يخالفني ذلك بان يقول لنا من اين ستأتي مشروعية اي حل خارج ذلك ؟؟؟ .

اما الذين يفكرون باستعادة دولة الجنوب اذا ما سقط النظام ، فان هذا خيال لن يتحقق . فليس هناك جيش في الجنوب يحافظ على وحدته ، و ليس هناك أمن يحافظ على أمنه ، و ليست هناك عمله نقديه و ادارة دوله كما كان ايام خروج الانجليز . و اما الحل الفيدرالي الذي يطرحه بعض الجنوبيين من طرف واحد و يقبله على مضض بعض الشماليين في الخفاء ، فان آليَّة تحقيقه تلغي شرعية تحقيقه . فما لم يتم ذلك عبر آليَّة الحوار بين طرفي القضيه اللذين هما : الشمال و الجنوب ، و ما لم يكن مشروطا باستفتاء شعب الجنوب عليه ، فانه سيظل فاقد الشرعيه مهما كان عادلا و سيظل وجوده مثل عدمه بكل تأكيد .


رابعا: هناك محاوله من قبل اللقاء المشترك و ثورة الشباب في الشمال لفصل عدن سياسيا عن بقية محافظات الجنوب و جعلها ترفع شعار اسقاط النظام بدلا عن شعار قضية الجنوب . و هذه المحاوله هي لدفن القضيه . فقد قام اللقاء المشترك بنقل مجاميع من تعز الى عدن للاعتصام و التظاهر هناك ، و قام بدفع السكان المنحدرين من الشمال و بعض الجياع من شباب عدن الى القيام ببعض الاعتصامات في بعض احياء عدن بدلا عن الحراك الوطني السلمي الجنوبي ، مع قناعتي الكامله بان اللقاء المشترك هو الاصلاح ، و يساعدهم في ذلك الاجراءات الامنيه التي تمنع ابناء محافظات الجنوب الاخرى من الدخول الى عدن ، بينما تسمح لقبائل الشمال الريفيه بالدخول الى صنعاء و غيرها من المدن الشماليه للتظاهر مع ثورة الشباب ، و قد سمحت ايضا لاحزاب المعارضه بالاعتصام في عاصمة محافظة شبوه بين المعسكرات و لم تسمح للحراك بمثل ذلك منذ ظهوره عام 2007م رغم ان شرعية و عدالة قضية الجنوب التي يتبناها الحراك اقوى بما لا يقاس من شرعية و عدالة اسقاط النظام . و هذا ما يدل على ان هناك تنسيقا بينهم في الجنوب رغم خلافهم في الشمال .


خامسا : ان ما شاهدناه من قتلى و جرحى في صنعاء و تعز و الحديده و غيرها من المدن الشماليه خلال الاسابيع الماضيه ، هو موجود في الجنوب منذ عام 2007م ، و لكنه بحكم ان مراسلي الفضائيات منحدرين من الشمال فانهم قد ظلوا يتجاهلون ذلك و يظهرون فقط ما يجري في الشمال و ما يصلح للشمال . فعلى سبيل المثال يظهرون فعاليات مديريات الضالع الشماليه باسم الضالع و لم يظهروا فعاليات مديريات الضالع الجنوبيه التي هي الاكثر عددا و الاكثر سكانا ، و كذلك يظهرون ما تريده الدول الكبرى التي تقيس الامور كما تريد . فقد رفضت الشرعيه الثوريه في الخمسينات و الستينات و السبعينات من القرن الماضي و اعتبرتها باطله و غير مشروعه ، و نراها اليوم تضع الشرعيه الثوريه فوق شرعية صناديق الاقتراع ، و اجمل ما تقدمه الأن للشعوب ان خوف الانظمه العربيه منها يمنعهم من ابادة المحتجين .

سادسا : انني من كل قلبي اشكر ابناء الجنوب المتواجدين في صنعاء و المحسوبين على السلطه و المعارضه الذين عقدوا لقاء في صنعاء قبل عدة ايام و ايدوا الحراك الوطني السلمي الجنوبي و مطالبه و اعتبروا انفسهم مكملين له . حيث اكدوا على خدمة قضية الجنوب و المساهمه في ابرازها داخليا و خارجيا ، وعلى ترسيخ مبدأ التصالح و التسامح بين جميع الجنوبيين ، و العمل على توحيد الصف الجنوبي بكافة تياراته . هكذا قالوا و هذا ما اكدوا عليه . و فوق ذلك فأنني اطلب من جميع الجنوبيين التالي :

1-ان تكون لديهم عقيده راسخه بأن قضيتهم صحيحه و عادله شرعا و قانونا ، و انه يستحيل حلها الا بفصلها عن قضايا الشمال الاقل شرعيه منها ان لم تكن باطله ، و نطلب منهم ايضا ان يتوحدوا حولها و ان يمدوا ايديهم لمن لديه الاستعداد للحوار من اجل حلها سواء السلطه او المعارضه او ثورة الشباب في الشمال .

2-لكون جميع المبادرات قد خلت من اية اشاره لقضية الجنوب ، فانها جميعها لا تعنينا . فنحن لدينا قضية وحده سياسيه بين دولتين تم اسقاطها بالحرب ، و مطلبنا هو الحوار من اجل حلها سواء مع الرئيس علي عبدالله صالح او مع غيره .

3-بما ان الدول التي كانت تدعم النظام قد تخلَّت عنه ، فانني اتمنى على ثورة الشباب في حالة رحيله بان لا يطالبوا بحل حزب المؤتمر الشعبي العام او محاسبته ، حتى يميزوا انفسهم عنه و يثبتوا افضليتهم عليه ، مع اعتقادي بانهم لن يكونوا اقدر من علي عبدالله صالح للشمال و لن يكونوا اسوأ منه للجنوب . اما لماذا تخلت تلك الدول عن النظام في اليمن ، فلا نعرف ، و لكنني اعتقد بأنها قد اقتنعت بعد خليجي عشرين بان تنظيم القاعده في اليمن يقاد من قبل صنعاء ، و انه لو كان هذا التنظيم خارج السيطره لكان فعل شيئا اثناء خليجي عشرين .

4-لقد اصبحت البلد في مأزق يصعب الخروج منه ، فإذا ما تمرد النظام على رغبة الدول الكبرى التي تطالبه بالرحيل و على رغبة الشارع الذي يطالب برحيله ، و انتصر على الجميع و بقي في الحكم ، فإنه سيتفرعن على الجميع ، و اذا ما رحل و انتصرت المعارضه ، فكيف يمكن ان يتفق المذهب السلفي الذي يمثله حزب الاصلاح ، مع المذهب الحوثي الذي يمثله الحوثيون ... الخ ؟؟؟ . صحيح ان كل مشاكل اليمن كانت مفتعله لدفن قضية الجنوب كما اسلفنا ، و لكن ارادة الله جعلت السحر ينقلب على الساحر .

5-بما ان عقل الانسان كالمظله لا يعمل الا مفتوحا ، فان الحركه الوطنيه و احزابها القائمه قد ظلت و مازالت تعمل بعقل مغلق و غير مفتوح تجاه الوحده بين الشمال و الجنوب . و هذا ما جعل كل اعمالها تجاه الوحده تكون خاطئه . و بالتالي فانه لابد من ادانتها ادبيا حتى يتم التخلص منها .

6-انه لابد من وضع خطة عمل لافشال فصل عدن عن الجنوب و جعل اعمال هذه الخطه مهمه يوميه لجميع الجنوبيين في الداخل و الخارج و في السلطه و المعارضه . فمن اراد ان يكون عدنيا ، فان عليه ان يلتحق بقضية الجنوب . اما خارجها فهو عدو لها و يجب نبذه .

7-انه في حالة انهيار الدوله لابد من تشكيل لجان محليه تضم كافة الاطراف الجنوبيه لمنع الفوضى و الحفاظ على مؤسسات الدوله و على جميع الممتلكات الخاصه و العامه في كل المحافظات .

8-العمل على اقناع المجالس المحليه و كافة افراد السلطات المحليه بالانضمام الى قضية الجنوب و اعتبارهم السلطة المحلية لها في حالة انهيار الدوله ، و لابد من اقناع الشركات الاجنبيه في جميع المحافظات بأستمرارها في عملها كالمعتاد و تحت حماية السلطات المحليه ، و جعل السلطات المحليه مرجعيه لها حتى تعاد الدوله .

14/4/2011م
by: نصر قادري
15 hours ago · Like · ·

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق