إسقاط النظام سوف يساعد الأخوة في الشمال بالتغيير والتحرير في الجنوب وقضيتنا في الجنوب قضيه وطن وهوية واستعاده دوله .

الاثنين، 20 يونيو 2011

أنا أمن قومي!!



صدى الحراك الجنوبي
باسم محمد الشعيبي
التاريخ : الأحد / 19 يونيو حزيران 2011
مما لا تستطيع غرابيل الباطل حجبه القول إن حقيقة الثورة الشبابية اندلعت لتواجه نظام يقوم على منظومة من المفاهيم ألا أخلاقية محاولة إسقاطه ومعه إسقاط أدوات حكمه الباطلة , هكذا كانت البداية وهكذا كانت الغاية إلا إنه وحينما سلمت رقبة الثورة الشبابية لمقصلة الحزبية ليُستصنع من جلاوزة " حزب الرئيس وقت الشدة " ثواراً تغييرين فإن نتيجة ذلك كان حصول تسرب أخلاقي في قيم الثورة وهذا أمر طبيعي فإستصناع ثوار من شركاء وصانعي المأساة التي يثور عليها اليوم الجميع أمر مخالف للعرف الثوري والناموس التغيري الشامل.

وكنتيجة طبيعة للماضي الواحد لدخلاء الثورة هولاء مع النظام المراد ثورياً إسقاطه فإن استنساخ أدوات الحاكم نفسها وقدومها معهم إلى صف الثورة وبالذات في طرق معاملته لغيره في الساحة كانت السمة الأبرز لشهور من تواجد هولاء على قمة الثورة وعلى منصتها الإعلامية التي أطلقوا منها سهامهم على الجميع تحت شعار " من لم يكن معنا 100% فهو ضدنا " وإن كنا جميعاً ننظر بعين القبول إلى الاسلوب المتبع للماكينة الإعلامية لهم في مواجهتهم لإعلام السلطة فإن النتيجة العملية لهذا الشعار كانت حملة ترهيب فكري وتخوين كبيرة مورست ضد الحراك السلمي الجنوبي طوال الأربعة الأشهر الماضية من عمر الثورة الشبابية ربط خلالها وبسياسة ممنهجة بكل مناقص النظام فتارة يوصف الحراك الشعبي بالبلاطجة وتارة بالعملاء وتارة برجال الأمن القومي وفي أحسن الأحوال بمدسوسيهم.

من استحلى رضاع الكذب عسر فطامه وبالعودة إلى شواهد الفترة الماضية سنجد نماذج كثيرة للكذب الإعلامي المفضوح ضد ثورة الجنوب وحراكه السلمي فقد نشر موقع مأرب برس ومواقع أحزاب المشترك ومنتدى ثورة شباب اليمن وكان ذلك بتاريخ 28فبراير2011م خبر تحت عنوان " التوجيه المعنوي للجيش يطبع أعلام الانفصال والملكية ويوزعها على المتظاهرين " وأضافت قناة سهيل على الخبر من جهتها " انه الآن في عدن تم إلقاء أعلام انفصالية وبعض المنشورات المحرضة للمعتصمين في المعلا فيما قامت السيارة بالفرار بعد أن رمتها بجانب المتظاهرين والمعتصمين" , العجيب الغريب أنه ورغم مرور ثلاثة أشهر على الخبر لم نجد علم واحد من تلك الأعلام المطبوعة ولم نرى منها راية واحدة رفعت في إي مسيرة فأين الأعلام يا " سهيل الإعلام " ؟.

اختلاق الكذبات الكبرى من قبل قناة سهيل وموقع مأرب برس كان مستمراً والكذبة الجديدة كانت هذه المرة من كرش محافظة لحج وذلك بتاريخ 4مارس 2011م فقد جاء في موقع مأرب برس وقناة سهيل الأتي " ويقف خلف توزيع أعلام الانفصال والدفع نحو تبني شعارات الحراك الجنوبي الداعية إلى فك الارتباط, في هذا التوقيت, قائد اللواء 33 مدرع العميد جبران الحاشدي , طبقا لما أكدته مصادر خاصة بـ"مأرب برس" وهذا الخبر هو الآخر أثبتت تقادم الأيام كذبه وزيف ترويجه فقد أتى الجواب الشافي والكافي من العميد مهدي مقولة قائد المنطقة الجنوبية العسكرية الحاكم العسكري لسلطة صنعاء في الجنوب بتاريخ الأول من مايو2011 وبعد أكثر من شهرين من الحملة الإعلامية التي استهدفت الحراك الجنوبي فقد جاء الخبر في موقع مأرب برس نفسه وهذا جزء منه " وكانت مصادر محلية قالت لمأرب برس ان قائد المنطقة العسكرية الجنوبية اللواء مهدي مقولة التقى بلجنة وساطة وأبدى استعداده لإعادة فتح مخيم ساحة الشهداء للمعتصمين شريطة تنفيذ ثلاثة شروط " , الشرط الأهم الذي يعنينا من بين تلك الشروط الثلاثة كان الشرط الذي يقضي برفع أعلام الجمهورية اليمنية في المخيم الذي كان يرفع الأعلام السوداء , غريب !! .. ما الذي حدث .؟ ... الم يكن زميله الحاشدي في كرش يوزع الأعلام الانفصالية وآخرون في التوجيه المعنوي يطبعوهن بحسب ما دأبت سهيل وإعلام الإصلاح على ترويجه , فعلاً فنحن في زمن العجب إخواني فقناة سهيل والإصلاح يقولون بان رفع أعلام الجنوب يخدم السلطة رغم أن أول شرط للسلطة كان لإرجاع ساحة المنصورة هو رفع أعلام اليمن , أنفسهم هولاء يتحدثون عن عمالة الحراك للسلطة رغماً انه وفقط في مهرجاناته في 27 ابريل و 21 مايو تغلق السلطات و ليومين منافذ عدن في وجه أنصاره مانعة دخول السيارات إلى عدن إلا باستثناءات قليلة تخص ذوي العائلات!!
الحملة الإعلامية التي قادها حزب الإصلاح وقيادات في المشترك وعبر إمكانيات إعلامية ضخمة كانت تتركز حول اتهام الحراك الجنوبي بإنه مدفوع من النظام وان الذين يرفعون العلم الوطني الجنوبي عملاء مع الطاغية صالح وعلى هذا الأساس ونحو توطين هذا الاعتقاد في عقول الناس عملوا ولعل ما نشر أيضا في الخبر الذي انتشر كالنار في الهشيم يومها و الذي كان نصه " كما أن قادة النظام اليوم أفرجوا عن باعوم احد قادة الحراك الجنوبي وقاموا بالاتصال مع طارق الفضلي وذلك لتحريضهم على الخروج في مسيرات تنادي بالانفصال مع مكافآت مجزية لهم !! " ... نعم لا تستغربوا ذلك فباعوم الذي لا يزال مسجونا لليوم والساعة ولا يدري أحد مصيره قد أفرج عنه وقبل أشهر ولكن فقط في وسائل الإعلام الإصلاحية ومنتدياتهم.

الطعن في الشرف النضالي للقيادة الجنوبية في الحراك كان هدف مهم لهذه الحملة فلم يكفيهم بأن يصبح باعوم السجين السياسي الوحيد من كل خصوم صالح عميلاً للسلطة وباحث عن " مكافآت مجزية " ففي شريط نفس القناة ظهر خبر يقول بان الرئيس اليمني اجتمع مع قيادات من الحراك الجنوبي في صنعاء بحضور بن دغر والاتفاق معهم على إعلان انفصال الجنوب ...و في نفس الوقت كان هناك خبر آخر قد أذيع حول مخطط تسليم مبنى إذاعة قناة عدن " الحكومية " لعناصر الحراك لإذاعة بيان "الانفصال " عبرها .. إستغباء للعقول ما بعده إستغباء وعطفاً على كل هذا هل للحراك مجلس في صنعاء أو قيادات هناك حتى يذهبوا لصالح للقائه وحوراه.. أيضا هل سمع منكم أحد البيان التلفزيوني للقناة بعد مرور شهور على الاجتماع المزعوم ... أنا لم أسمع والإجابة لكم !!

مناضل كباعوم ولإجل قضيته الجنوبية دخل سجون عدة على طول اليمن وعرضها وعرفها أكثر من معرفته بأسواق مقر سكنه المكلا فتارة معتقلاً تجده في المكلا وتارة في الضالع وتارة في عدن ومرة في صنعاء ومرة مرحلاً إلى إب ومع كل هذا يصبح وبجرة قلم عميلاً وباحث عن المكافآت.

عندما تتشقلب الحقائق ويصبح المناضل باعوم عميلاً فليس من الغريب بعد ذلك أن تأتي قناة سهيل لتصف قيادات الحراك الأخرى بالبلاطجة فقد وصفت هذه القناة المشاركون في ندوة سياسية نظمها الحراك الجنوبي وحضرها قيادات بارزة في الحراك بالــ"بلاطجة " متهمة إياهم بأنهم تلقوا أموال من نظام الرئيس صالح مقابل إقامتهم لفعاليتهم التضامنية مع باعوم في عدن وبثت القناة في مساء نفس يوم إقامة الندوة في حي عبدالعزيز خبراً مفاده " أن مجموعة من البلاطجة مدعومين من القيادي البارز في الحزب الحاكم والمؤتمر الشعبي العام عبدالكريم شائف أقاموا فعالية احتجاجية ورفعوا الأعلام الشطرية في إشارة منها إلى المشاركين في الندوة والذي كان من بينهم معتقلين سابقين في سجون السلطة كعلي هيثم الغريب ود علي جار الله و د عبدالحميد شكري والسفير السابق قاسم عسكر جبران.

على مستوى النشاطات والفعاليات والمسيرات الشبابية الأسبوعية التي تقام مساء كل خميس في عدن فقد درجت قناة سهيل الفضائية على توصيفها بفعاليات لبلاطجة مع ترويج محموم لأحاديث يصدرها بعض منتسبو الإصلاح عن ارتباطها بالمسئول المؤتمري رجل السلطة في عدن عبد الكريم شائف متهمين الشباب الذين يخرجون في المظاهرات بإنهم يدعون " للانفصال " بدعم من النظام .

ربما قد يكون لكم عهداً باتهامات السلطة للحراك وكيف كانت تجمع كل منقصة لتلصقها بظهر الحراك فطوال أربع سنوات كالت السلطة تهم لا تعد ولا تحصى للحراك فتارة بالسلب والنهب وتارة بالاعتداء على فراشين وباعة متجولين ومرات عده بقطع الطرق ولكنه وفي كل هذه المرات لم تصل في تطرفها إلا أن تتهم مسيرة للحراك بالاعتداء على النساء وضربهن ليس ذلك التزاماً منها بمعيار شرف الخلاف الأخلاقي فهي بريئة وفي حل من إي التزام أخلاقي ولكن لإن تهمة كهذه ستكون نقمة على وسائل إعلامها ولن يجدون إي ساذج ليصدقها , ولكن ولإننا في زمن العجب الثوري فقد جاء إعلام الإصلاح بما لم يأتي به إعلام السلطة وظهرت هذه التهمة على لسان إعلامه كتهمه جديدة كانت السلطات قد فوتتها فقد أورد موقع مأرب برس يوم الخميس بتاريخ 28 إبريل خبر مقتبس منه الأتي " في حين تحدث مصدر محلي عن مهاجمة مجاميع مجهولة ترفع أعلام انفصالية ساحة الحرية بكريتر محافظة عدن مساء اليوم .... وقال شهود عيان بأن المهاجمين حطموا مكان القسم النسائي من الاعتصام واعتدوا على المعتصمات المتواجدات نتج عنه جرح عدة معتصمات وتعرض أخريات للضرب، فيما لوحظ تواجد باصات محملة بأشخاص مجهولين من خارج المحافظة. كما لوحظ تواجد طقم أمن مركزي يسير خلف المهاجمين لحمايتهم ومنع الاعتداء عليهم "
طوال عهدي بالحراك ومنذ أربع سنوات أعرف أن الأطقم العسكرية للأمن للمركزي دائما تأتي من المقدمة لتفتح فوهات نيرانها لتصوبها إلى صدور المتظاهرين لترديهم شهداء , أشهدكم أني ومن مأرب برس فقط عرفت أن هناك أطقم عسكرية تحمي مظاهرات الحراك .

حضرموت هي الأخرى لم تكن بعيده عن نفس المشهد الترهيبي هذا فقد نشر موقع حضرموت اليوم وهو الموقع الإصلاحي الناطق بلسان إصلاحيي حضرموت في تاريخ 24\5 خبر ما قال انه اعتداء لبلاطجة الحراك على الساحة وللزوم التعاطف ولكسبه وخاصة إنه إذا علمنا أن لهذا الحزب باع طويل في الإستغلال السياسي للإسلام فقد أورد الموقع في سياق اتهامه لمظاهرة الحراك الجنوبي تلك بان المشاركين فيها " جاءوا إلى ساحة التغيير مرددين شعارات لا أخلاقية مخلة بالأدب والأخلاق الإسلامية".

إنا رصدنا لكل هذا ليس تتبع عثرات وتلقف أخطاء بل هو كشف منهج وتبيان حقيقة يصر البعض على إغماض عيناه عنها بانقياد أعمى وراء عاطفة قد سبق وإن أوردتنا مسالك المهالك.
ليفق من يظن من الجنوبين أن خير قادم من صنعاء فدين ساسة صنعاء واحد وكلاهما سلطة ومعارضة قد يختلفون فيما بينهم وقد يعلن أحدهما ثورته ضد الآخر ولكنهم يتفقون على إسقاط حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم بأنفسهم.

كان النظام ولازال يقول عن الجنوبيين أنصار الحراك بأنهم عصابات تخريب يتبعون المشترك والآن يقول الإصلاح عن الحراك بأنهم بلاطجة يتبعون النظام و لاحظوا كلا الطرفين لا يريدان النظر إلى الجنوبيين في الحراك إلا كعصابات ومخربين وبلاطجة لتبرير قمعهم وإسقاط حقهم في أرضهم ووطنهم , اجتمعوا معاً في كذب اللسان وكذب اللسان من فضول كذب القلب فلا تأمنوا الكاذبين على ود ولا تثقوا منهم بعهد واهربوا من وجوهم الهرب كله فأخوف ما يخاف على الشعوب هم حملة القضايا الكاذبين فاليوم الحراك بلاطجة وغداً من مخلفات نظام صالح ومن بقايا فلوله الشاردة.

النظام خاب في مسعاه وفشل في كل مخططاته ضد الحراك وستخيب مساعي غيره فحراكاً شعبيا غرسه الأبطال المخلصين وسُقي بدماء الشهداء الجنوبيين ونمى واشتد سيقانه وغار جذوره بصمود شعب جنوبي مقدام لن يهتز لوشاية واشي ولن يجتث بفعل حملة مسمومة من إي كان وسيستمر في مسيرته حتى النصر وتحقيق المراد الجنوبي ومن سيظن أن حملات كهذه ستضعف الحراك أو ستوهن شوكته فهو واهم فليس هناك من دافع أكبر نحو الثورة وتصعيد أمرها من هجمات من يظن أن الحراك له خصم.

وبإيماننا المطلق بكل هذا فواجب أن لا نغفل بعض الآثار المترتبة على حملات كهذه وأولها إن هذه الحملات المسمومة التي يظن مطلقيها والبعض غيرهم في إنها تستهدف الحراك هي بحقيقتها تستهدف الجنوب كل الجنوب لإن مثل هذه الحملات تسعى لتأسيس مجتمع سياسي جنوبي متشقق لا قواعد مشتركة له يبني عليها خلافاته وتبايناته وما حالة الإفلاس الثورية لعدن وانقسامها إلا نتيجة طبيعة لعمل الإصلاح الإعلامي هذا.

الحقيقة الثانية أن هذه الحملات الإعلامية وفي ظل الزخم الثوري الذي يغلق البعض عقله معه ستؤسس ولو عند القليل وعياً زائفاً ستبنى عليه قناعات وتوجهات مستقبلية و لن تزول بسهولة ولعل المتتبع إلى خطابات بعض شباب الثورة المؤدلجين حزبياً في بعض ساحات عدن سيجد ما نحذر منه على ألسنتهم فهذا مثلاً مجد خالد نائب اتحاد منتديات شباب التغيير بمحافظة عدن وفي ظهور له على قناة سهيل قبل عدة أيام وفي رده على سؤال للمذيع حول المشاكل التي تواجههم في عدن كشباب لثورة التغيير فكانت إجابته في سياق ما نتحدث عنه في كون الأمن القومي يقوم بدعم من يسمون أنفسهم انفصاليين وهم من يقومون على محاوله تعطيل مسار الثورة في عدن , في الختام , حراك المخربين على لسان الشرعية الدستورية أو حراك البلاطجة في أفواه الشرعية الثورية لن يصنع في الأمر فرق ولن يكون ذا قيمة فالأسماء لا تضر متى ما وضحت الغايات وانكشف سمو الأهداف فلا تحجبكم الألفاظ عن الحقائق ولا الأسماء عن الغايات ولا الأعراض عن الجواهر , الحراك هو الحراك الشعبي الجنوبي وإن كان انصاره بنظركم عملاء وامن قومي وبلاطجة فيشرفنا ذلك ونحن والتاريخ نفخر بذلك.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق