إسقاط النظام سوف يساعد الأخوة في الشمال بالتغيير والتحرير في الجنوب وقضيتنا في الجنوب قضيه وطن وهوية واستعاده دوله .

الجمعة، 30 ديسمبر 2011

فلتسيروا نحو القصور وليس نحو النحور(بقلم : جمال عبادي )




فلتسيروا نحو القصور وليس نحو النحور(بقلم : جمال عبادي )

إن ثوار تعز يشكلون الغالبية العظمى من ثوار الساحات الشمالية ، ولأنهم أغلبية وأعدادهم كبيرة ولأن غيرهم لن يثور كثورتهم تلك حتى ولو بعد ألف عام ، وإذا ثاروا فإن أعدادهم لن تكون كبيرة ، بسبب انشغالهم داخل دائرة الأبعاد السياسية الاجتماعية المختلفة .. ولهذا كان يجب إشغال ثوار تعز وتشتيتهم هنا وهناك ، فمن مسيرة الى صنعاء تجمّد فيها نشاط آلاف من الشباب وتُركوا في حالة يرثى لها من الشتات .. ولم تبرد نيران الغضب من مسيرة الحياة التي تحولت إلى مسيرة التشتيت حتى ظهرت نوايا خبيثة على لسان خبثاء يدعون الى تسيير مسيرة أخرى الى عدن ! .. ولكن إفشال استشراء هذه النوايا وتحولها الى واقع هو هدف للذكاء ثنائي الاتجاه ، وهو مطلب ملح للتنبه الجنوبي والتعزي في نفس الوقت ، إن افشالها سيكون بواسطة الذكاء الفطري لمن ذكرنا ، فليس من المعقول أن يفشل التعزيون تحركات الجنوبين نحو الحرية بينما هم انفسهم يسعون اليها!!!

حرية تعز وحرية عدن الجنوب هي ذات لون واحد حتى لو بقت تعز في دولة وعدن في دولة اخرى .. الحرية هي الحرية وهي الفطرة التي فطر الله الناس عليها .. هي رغبة الله وليست مقيدة برغبات البشر ...

تعز في حكم المستعمرة منذ الف عام وهي تعرف معنى الإذلال ولا يغير في هذه المعرفة مواقف بعض أبنائها السيئة مقابل مصالحهم ، تعزّ لا ولن ترضى للجنوب أن يستمر في حالة الاستعمار الذي رفضته تعز وثارت ضده مراراً وخرجت من أجل الحرية في ثورتها العظمى هذه ، فكيف تقفل بابها في وجه الجنوبيين ؟!

لقد حاول أصحاب المصالح إلباس تعز ثوباً غير ثوبها طوال عقود في الجنوب وفي الشمال

ساعدوا في استعباد الجنوبيين في عهد الشمولية في الجنوب

وساعدوا في استعباد التعزيين في عهد الشمولية في الشمال

وساعدوا في استعباد الجنوبيين بإسم احتلال يلبس اسم الوحدة في عهد الوحدة المغدورة

واليوم يحاولون قتل ثورة تعز بتشتيتها في كل الاتجاهات مع قفل الاتجاه الوحيد المجدي وهو اتجاه القصر ..

إنهم يحاولون ضرب ثورة تعز والثورة الجنوبية في بعضهما ولولا العقلاء لدى الطرفين لكانت العاقبة سيئة والخطر أكبر ...

تتعدد وجوه أصحاب المصالح لكن الفعل واحد والنتائج واحدة ...

إن ثوار تعز الأنقياء لابد وأنهم يعرفون أن الخصم هناك حيث يجب أن يتوجهوا .. وليسوا في عدن ، ولابد وأنهم يعرفون أن إلباسهم دور مخلب القط يجب أن يتوقف وأن الحرية لا تتجزأ وأن من يطلب الحرية لا يجب أن يحرم منها غيره ...

لتعز وعدن تاريخ طويل من العشق والحب والإخاء والمودة ، فإما أن يعود هذا التاريخ بصورة أفضل وأجمل وإما أن تسوّد صفحاته وتستحيل إلى ليل حالك السواد ، ويصيب الضرر آلاف الخيوط التي تمتد عبر مئات من السنوات ، ولم تضرها حدود ولا قيود ، وأضرتها وحدة ميّتة هي في الأصل إحتلال .. من الأفضل أن تمتد الأيادي لتتعانق عبر الحدود، بدلاً من أن تُقطع وهي في غرفة واحدة ، وليس فقط في بيت واحد .. ولن يستفيد من هذا إلا أصحاب المصلحة الذين سيجدون لأنفسهم التجارة الرابحة التي تستفيد من القطيعة والشتات ...

فلتكن مسيرة تعز إلى القصور وليس إلى النحور ، لأن المسير إلى عدن أشبه بتوجيه الخنجر إلى نحر الثورة الشبابية في تعز وليس إلى الثورة الجنوبية وهي الثورة التي يجب أن تنتصر، كما يجب أن تنتصر ثورة الشباب في تعز والشمال ...



جمال عبداللطيف عبادي

29 ديسمبر 2011م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق