صدى عدن/ رائد الجحافي*
انسحبت قوات الأمن والجيش اليمني من ساحة الشهداء بمدينة المنصورة بعدن جنوب اليمن، بعد مضي قرابة شهر ونيف من اقتحام تلك الساحة التي كانت لاشهر ماضية واحدة من أبرز ساحات الحراك السلمي الجنوبي نشاطا قبل تعرضها للمداهمة من قبل قوات الأمن والجيش اليمني فجر الجمعة 15 يونيو واستحل جنود الجيش والأمن المركزي تلك الساحة ونشروا آلياتتهم العسكرية داخل الساحة وعلى مداخل المدينة وفي كافة شوارعها إذ جرى استهداف الشباب من ناشطي الحراك الجنوبي ما أدى إلى مقتل أكثر من أثنى عشر شاب بينهم ثلاثة أطفال وفتاة لقيت مصرعها قبل يومين على زفافها، بالاضافة إلى جرح العشرات، ونهب وتدمير معدات الساحة والمحال والممتلكات الخاصة الواقعة داخل وفي محيط الساحة، وعلى الرغم من عملية الانسحاب التي فرضها اصرار شباب الحراك، إلا أن المخاوف لا تزال موجودة من احتمال معاودة الاجتياح مرة أخرى في ظل الحملة العسكرية الواسعة التي تنفذها السلطات اليمنية على مدينة عدن، مراقبون توقعوا انهيار الوضع الأمني كليا في الجنوب في ظل الفراغ السياسي الذي تعيشه المنطقة وفي ظل تداخل وتعدد السياسات والمواقف العربية والدولية تجاه قضية الجنوب المنادي بالاستقلال، وفي الوقت الذي تسعى فيه دول الجوار وإلى جانبها الولايات المتحدة الأمريكية إلى تنفيذ ما يسمى بالمبادرة الخليجية إلا أن الجنوبيين يقولون أن تلك المبادرة جاءت لانقاذ أطراف الأزمة اليمنية في صنعاء ولا تعني الجنوبيين بشيء، وأمام هكذا وضع صعب يجد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في اليمن السيد جمال بن عمر نفسه في موقف حرج للغاية وهو يقف إلى جانب الرئيس اليمني هادي أمام قوى لا تقبل ما يملى عليها ويهمها مصالحها فوق أي اعتبارات وطنية، ويؤكد المراقبون أنه وحتى وأن توافقت جميع القوى فأن الجنوب الذي يرفض أي تسوية ان لم تكن تحت سقف استعادة دولته المستقلة.
... تتمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق