بسم الله الرحمن الرحيم
الرجال مواقف
نتوجه بهذه الرسالة إلى أعزائنا القادة السابقين للجنوب والى جميع الإخوة الجنوبيين في القاهرة المشاركين في اللقاء الذي دعت له القيادة الجنوبية السابقة ، نبعث إليكم بهذه الرسالة من عدن العاصمة السياسية لدولة الجنوب من عدن الثورة والثوار مهد النضال السلمي المدني الحضاري الوطني التحرري الاستقلالي في الجنوب المحتل وملهمة الثورات السلمية في تونس ومصر واليمن ... منطلقين من حرصنا الشديد لإبلاغكم حقيقة موقفنا من مشروعكم السياسي المنتقص من حق شعبنا في الحرية والاستقلال ومخاطرة الكارثية وهي ما يلي:
1- ان حرب 1994م حرب شرعية أي انها حرب أهليه وليست احتلالاً عسكرياً للجنوب وهنا تكون سلطة صنعاء قد أسقطت عن نفسها جرم الاحتلال كجريمة لا تسقط بالتقادم وسلاحاً بيد شعب الجنوب لانتزاع حقه في الحرية والاستقلال (الخلاص من الاحتلال العسكري) ان عاجلاً أو آجلاً।
2- إن سقوط لا شرعية جريمة حرب 1994م مكسب للسلطة يفوق نصرها العسكري المرفوض جنوبياً في 7/7/1994م هذا من جهة ومن أخرى ستكون نتائج تلك الحرب أيضا شرعية بالتأكيد من كونها متر تبات حرب شرعية حمت الوحدة.
3- إن الحوار على مطلب دون حق استعادة الجنوب لدولته وحقه في الاستقلال والسيادة لشعبه على
أراضيه يعني بأن الأزمة أزمة سلطة سياسية والحوار يقوم على إصلاح سياسي أو إصلاح شكل النظام
السياسي في حال كان الحوار حول (دولة فيدرالية) وهنا تسقط الحقيقة الأصل في الصراع التي تجسد
نتائج دامية لـ (أزمة الوحدة) المشروع الذي أعلن وأجهض قبل ان يبدأ.
4- إن الأوضاع في الجنوب لم تتغير بل ستزيد سوءاً إذا ما صمت الشعب مجدداَ وقبل بحوار يسقط جريمة
الاحتلال ويلغى ما هيه الأزمة بما هي أزمة وحدة بين دولتي الشمال والجنوب وصراع بين ثقافتين
وإرادتين. (ان أي قوى سياسية أو شعبية تقوم بهذا الدور إنما ترتكب جريمة قذرة بحق شعب الجنوب
وإذا قبل شعب الجنوب مرة أخرى بخدعة كهذه ولم يخرج لإسقاطها فقد جنا على نفسه ومبارك عليه إذا
حظي بوصف أغبى شعب في العالم).
إن حق شعب الجنوب في أرضه وهويته وثروته وتاريخه حق ثابت منذ خلقنا الله شعوبا وقبائل، حق سيادة غير قابل للتصرف حق لجميع الأجيال حتى قيام الساعة مثلما كان حق انتفع به الأجداد والآباء وصار حق لنا فهو حق للأجيال من بعدنا ومن هنا فالأرض حق ثابت لا يحق لأي كان أو حتى جيل بكاملة التصرف بها وأي تصرف يخالف هذا الحق فهو تصرف مخالف لطبيعة الأشياء، مخالف للحق وهو بذلك باطل وغير شرعي ومحكوم عليه بالزوال.
أننا نرفض الفصل بين حق شعب الجنوب في التحرير والاستقلال والسياسة, فالسياسة تكون صحيحة وتكتسب الشرعية بقدر ما تكون امتداداً لهذا الحق وتعبيراً عنه وتجسيداً عملياً له، أما إذا سارت في منحى مغاير للحق فلا شرعية لها. فمن سيادة الشعب على أرضه يستمد كل الحقوق الأخرى من ابسطها حقه في المعيشة إلى اعقدها حقه في تقرير المصير ووسيلته في بلوغ كل ذلك حقه في الحرية والاستقلال وقيام دولته المستقلة التي هي سلطة الشعب فهذه الحقوق وحدها هي الضامنة لشعبنا حق وجوده وأسباب استمرار بقائه. وشعبنا في الجنوب لم ولن يكن قط قد فكر في التخلي عن حقه في الحرية والاستقلال وتحت أي مسمى كان، فلم ولن يعترف بالمسميات ان لم يكن فيها الحق مصان ومحمي. فالتفريط بهذا الحق يعني التفريط بالكينونة تفريط بأسباب الوجود والبقاء وهذه مسائل تحدد بالضبط طبيعة المعركة السياسية التي نخوضها – انها معركة وجود على نتائجها نكون أو لا نكون
لقد تحول مسمى الوحدة المعلن إلى حرب شاملة ومستمرة على الجنوب احتلت فيها الأرض وانتزعت فيها السيادة من شعب الجنوب وإلغاء كامل لحقوق أبناء الجنوب كنتيجة مباشرة لحرب شاملة أعلنتها عليه الجمهورية العربية اليمنية باسم الوحدة الوهم، التي مازالت يدعي وجودها. لقد شكلت هذه الحقيقة الأساس لظهور قضية اسمها "قضية الجنوب المحتل". انها قضية ارض و شعب وهوية وثروة وتاريخ (دولة) وليست قضية محافظة أو إقليم داخل الدولة. انها قضية شعب والشعب هو الحاكم الأول والأخير فيها ولا تتوفر لأي كان شرعية التقرير في هذه القضية المصيرية غير شرعية الشعب وسنعمل جميعاً من اجل تحقيق إرادته وفاءا لشهدائنا الأبرار– شهداء الكفاح التحرري ضد الاستعمار البريطاني بالأمس وشهداء النضال السلمي ضد الاحتلال اليمني البدائي المتخلف والهيمنة الجديدة اليوم ونعاهدهم إننا سنمضي بمسيرة الحرية والاستقلال التي وهبوا حياتهم فداءاُ لبلوغها مبلغ النصر، سنمضي على درب الهدف الذي ضحوا من اجله.
لقد انتهى إعلان 22مايو 1990م في 27ابريل 1994م يوم أعلن رئيس نظام صنعاء الحرب على الجنوب وان البحث عن حلول تحت سقف مالم يكن(الوحدة الوهم) وفي وضع مفروض على الجنوب بالقوة (احتلال) صريح أمر مرفوض. وأي حل ينبغي ان يرتقي إلى التفاوض بين دولتين وعلى قاعدة فك الارتباط وقرارات الشرعية الدولية وبإشراف دولي، وان الانجرار وراء أي صيغ أخرى لن تقود إلا إلى التمزيق وتشتيت الجهود وإضعاف التوازن الذي نسعى لبلوغه من خلال حشد شعب الجنوب لكل مكوناته الوطنية والمدنية والذي به فقط يستطيع شعبنا استعادة حريته واستقلاله ودولته و سيادته على أرضه.
إن الصعوبات والعوائق الماثلة أمامنا ما زالت كبيرة وان الأمر يتطلب مزيداً من الحشد والتنسيق والتنظيم وتوجيه كل الطاقات الوطنية صوب انجاز الأهداف المنشودة والعمل على توحيد الصف والدفع بالحراك نحو مزيداً من التصعيد فذلك يمثل الاستجابة المثلى في مواجهة التحديات الخطيرة التي تحيط بمصيرنا.
عميد / حسن علي البيشي
عضو المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب
والمنسق العام ونائب رئيس مجلس التنسيق الأعلى
لجمعيات المتقاعدين
صادر في عدن
6/5 /2011م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق