بيان سياسي هام صادر عن المجلس الوطني الاغلى لتحرير الجنوب بمناسبة مهرجان التصالح والتسامح
السبت/14/1/2012م
SADA-ALHERAK
اصدر المجلس الوطني الاعلى لتحرير الجنوب بيان سياسي بمناسبة الذكرى السادسة للتسامح والتصالح التي اقيمت في عدن العاصمة الجنوبية وقال في البيان إن النفاق السياسي هو وسيلة الانتهازيين وسلاح الخصوم للنيل من خصومهم واختراق صفوفهم وقضيتنا أصبحت اليوم محاصرة في هذا المربع واكد البيان إن التصالح والتسامح لا يعني التنازل عن الحق من اجل الباطل ولا يعني الاستسلام للعابثين بقضية شعبنا وأمنه واستقراره وان روح التصالح والتسامح تكمن في قدرتنا على ردع العبث والعابثين
نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان سياسي هام بمناسبة مهرجان التصالح والتسامح
يا أحرار الجنوب الميامين القادمين من كل محافظات الوطن المكلوم إلى عاصمتكم المغتصبة حاملين معكم أحلام الحرية والإصرار على مواصلة النضال بعزيمة وإصرار المناضلين من اجل الحرية والتخلص من كابوس الاحتلال البغيض الذي هبط على أرضكم في غفلة من الزمن ،ودمر كلما بنيتموه خلال عقود مخلفاً المرارة والألم لكل أبناء الشعب ،فمرحباً بكم إلى عدن بأسمى آيات الترحيب إلى عدن عاصمتكم المستباحة ،عاصمة دولتكم المتنازل عنها فأهلاً بكم لإقامة مهرجانكم هذا في احد ميادينها الذي طالما أقصيتم من التجمع فيه سنوات بسبب قساوة البطش الذي مورس ضدكم في معادلة غير متكافئة باستخدام القوة المميتة ضد مناضلين عزل اختاروا طريق النضال السلمي كسبيلاً لهم فحشدت ضدهم الجيوش المزودة بترسانة من مختلف الأسلحة في حرب حقيقية تشن عليهم كتعبير دقيق عن بشاعة وهمجية هذا الاحتلال الذي لا يريد العالم وصمه بالاحتلال يا أحرار الجنوب إن احتلال بلادنا الذي جاء في غفلة من الزمن قد بني على الخديعة والمكر عبر بوابة الوحدة وبدونها ما كان له أن يحدث لأنه لا يتمتع بأي ميزة من مميزات القوات المادية والمعنوية بالتفوق عليكم فلستم اقل شجاعة منه أو اقل قدرة على التحرير وقد أثبتت مرحلة النضال السلمي تفوقكم بالشجاعة والإقدام ولهذا تم الإيقاع بكم إلى فخ الاحتلال عبر الخديعة فقط محولاً الوحدة بمعانيها السلمية إلى فخ لتضل لعنة تطارده إلى يوم الدين لتشويهها القيم السامية وتحويله إلى رذيلة ليس هذا فقط بل فتش عن نقاط ضعف عرفها عنكم فأتقن استخدامها ضدكم للظفر بكم واحتلال بلدكم من خلال .
الأولى: هي تفتيت عضد وحدتكم وتمزيق لحمتكم بسبب الصراعات السياسية الداخلية المتتالية .
الثانية: بلادة قيادتكم السياسية وعجزها عن استيعاب ما يجري حولها من مؤامرة فسلمت البلد بمن فيه بسذاجة لم يشهد التاريخ لها مثيل وخرجت من البلد طريدة فتوارت خلف هزيمتها تاركة الشعب يواجه مصيره حتى نهض من ذات نفسه يذود عن حقه , ويبدو أن المحتل ما زال حتى اليوم يراهن على هاتين النقطتين التي أصبحت نقطة ضعف ثورتنا اليوم وعلى من لا يصدق ذلك فعليه مشاهدة قناة عدن لايف ومتابعة المواقع الالكترونية الجنوبية ليدرك حجم ما تعرضت له ثورتنا من تخريب بأيدي جنوبية ولهذا فان أردنا الانتصار فعلاً فعلينا تجاوز هاتين النقطتين وإصلاح نهجنا السياسي كأمر بديهي والعمل بحنكة سياسية اكبر من حنكة الاحتلال ونحن متأكدون بأنه لا تنقصنا العقول ولا الإمكانية إن أردنا استغلالها أثبتت الأيام الماضية قدرتنا على التفوق عندما أخرجنا قضيتنا من المقبرة عبر إدارة نضالية مميزة , ولم تتراجع قضيتنا وزخمها النضالي إلا عند ما عدنا لاستخدام نقاط ضعفنا من جديد .
يا جماهير شعبنا العظيم
إن قضيتنا اليوم برغم عدالتها قد أصبحت أمام تحدي كبير أمام خيار الانتصار أو الانتكاسة وإذا ما انتكست فربما لن تنهض بسهولة من جديد وعلينا تقع مسؤولية كبيرة تجاه القضية إما أن نصونها من الانتكاسة ونعمل على انتصارها من خلال عمل نضالي منهجي لا يقبل النفاق السياسي ويجعل مصلحة القضية فوق كل الأفراد والاعتبارات أو أن نتركها تذهب للانتكاسة ونستمر بالسير كما نحن عليه سائرون ونقدم قضيتنا قرباناً في مذبح التغيير في صنعاء كما قدمت دولتنا من قبلها قربانا في مذبح الوحدة , وحينها لن نجد من نحمله مسؤولية ضياع القضية بعد ضياع الدولة .
يا أبناء الجنوب الأحرار
إن النفاق السياسي هو وسيلة الانتهازيين وسلاح الخصوم للنيل من خصومهم واختراق صفوفهم وقضيتنا أصبحت اليوم محاصرة في هذا المربع إن صح التعبير عبر شخصنة القضية الجنوبية وربط مصير الوطن وقضيته العادلة بشخص أو أشخاص جلب لقضيتنا الضعف والوهن ومكن الاحتلال من اختراق صفوفنا وعبر الشخصنة وبما تحول نقل القضية من الداخل إلى الخارج وربطها بأشخاص قد ثبت عجزهم عن مواجهة التحديات في الماضي وبالتأكيد لا يمكن أن يكونوا نموذجاً في الحاضر , الذي نقل إليه ثقل القضية يبدو انه قد عاد بها إلى مربع صراعات الماضي وتقسيم الداخل وفقاً لانقسام الخارج وصراعاته ومن المؤسف أن الانتهازية التي نقلت ثقل القضية إلى الخارج كان دافعها المال وهو أيضاً الذي مهد للاحتلال من توسيع دائرة الاختراق لصفنا وهو ما يجعل مهمة النهوض بالقضية معقداً بعض الشيء ولكنه غير مستحيل .
يا أحرار الجنوب
إن التصالح والتسامح لا يعني التنازل عن الحق من اجل الباطل ولا يعني الاستسلام للعابثين بقضية شعبنا وأمنه واستقراره وان روح التصالح والتسامح تكمن في قدرتنا على ردع العبث والعابثين عبر مبدأ التضامن الحقيقي المعبر عن روح التصالح والتسامح الحقيقي والتضامن هو الوقوف إلى جانب الحق و أصحابه لردع البغي وأصحابه والتصالح والتسامح أيضا يعني تجاوز الماضي بمآسيه وأسبابه ومواجهة كل ما يعيدنا ومن يعيدنا إليه من جديد فان لم نقوم بذلك فلا قيمة ولا معني للتصالح والتسامح وان لم نفعل ذلك فلن يتحقق لنا الانتصار وسنظل تحت رحمة الاحتلال وبناءاً على ذلك فإننا في المجلس الوطني الأعلى ندعو جميع القوى الجنوبية في الداخل والخارج إلى إدراك ما يجري حول قضيتنا من مؤامرات وتواطوءات والارتقاء إلى مستوى المسئولية التي تمكننا من مواجهة المؤامرات على قضيتنا وندعو إلى التوقف الفوري والسريع عن الممارسة العبثية بالقضية الجارية اليوم عبر تفريخ الكيانات الشبابية والكيانات الأخرى وتغذية أعمال الفوضى المضرة بقضيتنا والمهددة لا من المجتمع تحت رايات نضالية باسم الجنوب وباسم التصعيد النضالي وهو ما أصاب ثورتنا بمقتل وإخراج كل شيء عن السيطرة ومكن الاحتلال من تنفيذ أجندته من خلال هذه الشعارات كما ندعو إلى البدء الفوري بحوارات جادة ومسئولة بين مكونات الحركة الشعبية النضالية المؤمنة بحق الجنوب بالحرية والاستقلال وفقاً لأساس منهجي يؤدي إلى إيجاد قيادة موحدة و كفوئة قادرة على إدارة الصراع مع الاحتلال وإبعاد القضية عن التجاذبات الإقليمية وتنقيتها من الاختراقات وإخراجها إلى بر الأمان من خلال وضع برنامج سياسي وميثاق شرف يضمن بناء أساس متين للمستقبل يضمن حق التساوي بالانتماء إلى الوطن , واستمرار الحوار مع جميع القوى الجنوبية الأخرى لإيجاد القواسم المشتركة انطلاقاً من التفريق الواضح بين التمسك بالحق المشروع وبين الاجتهاد السياسي لجعل هذان المنطلقان في خدمة قضية شعبنا العادلة وانتصارها . وبهذا الصدد فإننا نؤكد , انه لا بديل عن الحوار
وفي الختام اكرر لكم التحية ومن خلالكم إلى شعب الجنوب
المجد كل المجد لشعب الجنوب والخلود للشهداء والشفاء للجرحى والحرية لكل المعتقلين
انتهى
المجلس الوطني الأعلى لتحرير الجنوب
13 يناير 2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق