إسقاط النظام سوف يساعد الأخوة في الشمال بالتغيير والتحرير في الجنوب وقضيتنا في الجنوب قضيه وطن وهوية واستعاده دوله .

الجمعة، 17 فبراير 2012

علي البيض لـ الوطن: نريد الانفصال عن شمال اليمن.. واستعادة دولتنا


علي البيض لـ الوطن: نريد الانفصال عن شمال اليمن.. واستعادة دولتنا
التاريخ : الجمعة 10 فبراير 2012

صدى الحراك الجنوبي ـ متابعات ـ الوطن الكويتية


الشماليون ينظرون للجنوب على أساس أن الفرع عاد إلى الأصل

عبده منصور ظل لعلي عبدالله صالح.. وباسندوه ترك الجنوب منذ الستينيات
الشعب اليمني اختار الاستقلال.. والفيدرالية تودينا في «حوش الدحابيش»

الجنوبيون يسمون علي محسن الأحمر بعلي «كاتيوشا» لأنه غزا عدن
نحن لسنا انفصاليين بل وحدويون.. ولكن هم الذين أخلوا بالاتفاقيات.. ومن حقنا أن نعود إلى وضعنا قبل الوحدة
كل دول الخليج أثناء الحرب باستثناء قطر كانوا معنا لكنهم لم يقدموا لنا شيئاً!!
نعرف الكويت من الثورة الأولى وقد قدمت للجنوب مساعدات كثيرة.. وزرت الكويت عدة مرات
أنا مستعد من غد أن أسافر إلى الخليج.. قدمت رسائل كثيرة للسفارة الكويتية في مسقط لزيارة الكويت ولم يردوا عليَّ
لماذا يلوموننا إذا ساعدتنا إيران..؟! يا أخي رفضوا حتى معالجة جرحانا في مستشفياتهم
الجنوب لن يكون أرضاً خصبة لاحتضان عناصر القاعدة فالجنوبيون وسطيون يرفضون التطرف
هل الوحدة اليمنية كانت مؤامرة لغزو الكويت والتوسع في الخليج والجزيرة العربية؟


أجرى الحوار في بيروت حسن علي كرم:
الحديث مع شخصية سياسية وقيادية كان بيدها صولجان السلطة، ثم فقدت السلطة والصولجان.. ثم عادت لتبحث عن السلطة والصولجان المفقود ماذا وكيف يكون شكل الحوار وما هو المدخل المناسب الذي يمكن الدخول منه الى قلبه قبل الدخول الى عقله.
رئيس اليمن الجنوبي السابق علي سالم البيض هو رجل سلطة ومناضل قضى معظم عمره ما بين النضال والسلطة، لم تكن لتعنيه السلطة اذا لم يكن النضال هو الأول، انفتح وتفتح على تحرير وطنه من الاستعمار الانجليزي ومن سلطة السلاطين والمشايخ.
أرض جنوب اليمن «وهو الاسم الصحيح لدولة الجنوب» كانت مقسمة ما بين امراء وسلاطين ومشايخ، فسقطت عروش السلاطين والامراء والمشايخ وتوحدت ارض الجنوب في دولة الوحدة الجنوبية التي اطلقت عليها فيما بعد «جمهورية اليمن الديموقراطية الاشتراكية» التي لم تكن لا اشتراكية ولا ديموقراطية. وانما احتلها مجموعة من طالبي السلطة ومراهقي السياسة. حتى كانت دولة جنوب اليمن التي تتمتع بغنى الارض والتربة والثروة البحرية والميناء الاستراتيجي والموقع الاستراتيجي. كانت هذه الدولة من افقر البلدان لا في المنطقة وحسب بل ربما وفي العالم.
لقد استفاقت هذه الدولة بعد رحيل الانجليز على انهار من الدماء. ثورة تليها ثورة. وانقلاب يليه انقلاب. واخوة اعداء ومراهقة سياسية ما بعدها مراهقة. حتى كانت الوحدة. وحدة اليمنيين تحققت من نطفة المؤامرة، ومن اللعب بمصير شعب لا يعرف اين طريقه. مؤامرة ثلاثية حاكها الرئيس العراقي السابق صدام حسين والرئيس اليمني الحالي علي صالح والملك الاردني الراحل حسين بن طلال.
كان الهدف اولا احتلال الكويت والتقدم الى الخليج والجزيرة العربية. احلام واطماع ومغامرات، ولكن مؤامرتهم ردت الى نحورهم. وخابت ظنونهم فلا يحيق المكر السيء الا باهله.
الحديث مع علي سالم البيض رجل النضال الذي ذهب برجله الى الوحدة ثم طلعتها بحرب مأساوية، وهو اليوم مناضل ولاجئ ويسعى لتحرير بلده الذي أخطأ عندما دخل الوحدة غير المتكافئة وغير المدروسة، هو اليوم يسعى لتصحيح خطئه بل خطيئته فهل ينجح..؟!
انه رجل في غاية التواضع. ولكن في غاية الالم والانكسار، ولم لا ..؟ الم يفقد وطنا وسلطانا ودولة وحكومة وشعبا.
ان قضية الجنوب درس لكل من يسعى الى خراب وطنه من حيث يظن انه الخير.
دعونا ندخل في حوارنا مع رجل النضال والمناضل والعائد للقيادة. وقريبا للسلطة..!!
< نبدأ الحوار من حيث فشل اجتماع بيروت الذي حضرتموه والرئيس اليمني الاسبق علي ناصر ورئيس الوزراء الاسبق ابو بكر العطاس. لماذا فشل المؤتمر وما تعليقكم؟
- لم ينعقد المؤتمر في بيروت. كان لقاءً من ضمن اللقاءات المستمرة التي نعقدها. وهذا اللقاء الذي اشرت اليه كان في نهاية الاسبوع الاخير من ديسمبر الماضي وحضره الاخ علي ناصر والاخ العطاس. وهذا اللقاء بالمناسبة تم بمسعى من الاخ السدوس.
< من هو الاخ السدوس؟
- الاخ السدوس هو عضو المكتب السياسي بالحزب الاشتراكي وهو يقوم بدور الوسيط ومتحمس للقضية الجنوبية. ويحاول ان نصل الى الشيء المشترك. وبالمناسبة، قبل هذا اللقاء سبقه لقاء آخر ايضا في بيروت مع علي ناصر وانا في طريقي الى اسطنبول للقاء مع مجموعة من الاخوان الجفري وغيره. هذه اللقاءات هدفها تقريب وجهات النظر. نحن عندنا المشكلة الحاصلة ان اخواننا اختطوا طريقا اخر غير الطريق الذي اختاره الشعب بالجنوب. الشعب اختار طريق الاستقلال لا غيره. وشهداؤنا كلهم على هذا الطريق وهؤلاء الاخوان يقولون نحن مع هذا الطريق، ولكن عبر معبر اخر وهو الفيدرالية. نحن نعتبر ان الفيدرالية تودينا في حوش (الدحابيش). لا نريد مرة ثانية ان نقع في المطب الذي وقعنا فيه. ونقع في الخديعة التي وقعنا فيها. ونقع في الخديعة التي وقعنا فيها. انا مع ما يريده شعبي في الجنوب. والاخوان يبحثون من طريق آخر.
انا لست مقتنعا وهو طريق يخالف رأي جماهير شعبنا، لذلك لم نصل الى اي شيء، ثم عملوا اجتماعا اخر في القاهرة وسموه المؤتمر الاول.
صدى للداخل
< كان لهم مؤتمر اخير قبل ايام في القاهرة أيضاً..؟!
- عندهم اجتماعات مستمرة. هؤلاء اخواننا يشتغلون بره. خلافنا معهم ان النضال من الداخل، ودورنا في الخارج ان نكون لهم عونا وصدى لنضال اهلنا في الجنوب، لا ان ننقلهم الى الخارج، ونعمل لهم اجتماعات ما بين القاهرة وبيروت واسطنبول وغيرها. هم يريدون ان يتمسكوا بالقيادة التي تقرر كل شيء وتقود الناس من آلاف الكيلو مترات، هذا انا ارفضه رفضا باتا، هذا خلافي مع الاخوان.
< انتم ايضا تناضلون من الخارج..؟
- هناك فرق بين ان اكون صدى للناس في الداخل وبين ان تكون القيادة وبيدي كل شيء. انا لست قياديا الآن.
< الآن الوضع اختلف بعد رحيل علي عبدالله صالح الذي كان يتحجج بالدستور للتمسك بالوحدة. فلماذا لا تعودوا الى الجنوب وتناضلوا مع شعبكم من الداخل؟
- علي عبدالله صالح كشخص انتهى ولكن قوة علي صالح مازالت موجودة. عبد رب منصور هو ظل علي صالح. وعلي محسن الاحمر لا يقل عن علي صالح دموية، وفي عدن يسمونه علي (كاتيوشا) لانه غزا عدن. وعلي الذي هناك في صنعا وعلي الذي في عدن كلاهما اسوأ من الآخر، هم محتلون الجنوب بعشرات الألوية، نحن نطالب دول العالم والحكومات العربية بان يساعدونا ويرفعوا هذا الظلم ويرفعوا عنا هذا التعتيم، هناك تعتيم اعلامي مقصود على عدن..
< فقط على عدن أم على كل الجنوب..؟
- كل الجنوب. ولكن نحن نعبر عن عدن كرمز وكعاصمة الجنوب، نحن نشعر بالتعتيم على قضيتنا، وان هذا مقصود ومرتب ومدبر ولكن يوما بعد يوم وبصمودنا وبالبحث عن الطرق والاعلام بالخارج نزداد قوة. نحن نريد ان يعرف العالم ماذا يحدث في الداخل. يسألوا المواطن الجنوبي.
< وجودكم في بيروت سهل لوسائل الاعلام الاتصال بكم والقاء الضوء على قضيتكم..؟
- نعم.. هناك الكثير من اللقاءات الاعلامية والصحافية التي نقوم بها، واليوم كان لي لقاء وكذلك غداً وبعده. نحن نعمل من اجل الجنوب وحرية الجنوب وتحرير الجنوب.
الفيدرالية
< مابين الفيدرالية والانفصال هناك مسافة كبيرة، كيف يمكن تقريب المسافة وتوحيد الهدف..؟!
- انت يا أخ حسن من اكثر الناس الذين يعرفون وضعنا. نحن لا نطالب بالانفصال. الجنوب ليس جزءاً من الجمهورية العربية اليمنية. نحن جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية دولة ذات سيادة. دخلنا في وحدة طوعية واتفاقيات موجودة بيننا، لكن الطرف الآخر نقض الاتفاقية، ولهذا من حقنا ان نعود الى وضعنا الذي كنا عليه قبل 1990. معنى الانفصال ان تنفصل من البلد الذي انت فيه. نحن دولة وهم دولة.
< قبل ستة اشهر تقريباً ارسلتم سيادتكم رسالة الى الامين العام للامم المتحدة حول استعادة مقعدكم في الامم المتحدة. هل جاءكم رد من الامين العام.
- نحن مستمرون في ارسال الرسائل وجمع المعلومات.
< لماذا لا تعرضون قضية الجنوب على مجلس الامن؟
- المبعوث الدولي لليمن جمال بن عمر هو الذي يتولى قضية الجنوب. نحن نبحث عن دولة تتبنى القضية وترفع بشكوى الى مجلس الامن. نحن لدينا قراران عن مجلس الامن صدرا في العام 1994 مازالا موجودين.
< ولكن القرارين لايتحدثان عن دولتين وانما عن طرفين متنازعين..؟
- يتحدثان عن الجنوب والشمال، ولكن رئيس الوزراء اليمني الاسبق العطار اعلن في 7 يوليو من نفس العام التزامهم بالحوار مع الطرف الآخر وهو هنا الجنوب، وهناك رسائل موجودة، والحرب التي وقعت في 1994 هي بسبب الخلافات وبالتالي اضطررنا الى فك الارتباط.
حرب 94
< ماهي مبررات حرب 94..؟
- علي صالح يتحمل مسؤولية الحرب، فهو الذي لم يلتزم بالاتفاقيات وادخل ألويته وقبائلهم الى الجنوب وكانوا يستعدون للحرب، ما اضطرني الى اعلان فك الارتباط، واعلان دستور جديد للدولة، وفي البداية كانت الدول الخليجية معنا.
< ليس كل دول الخليج.
- كل دول الخليج كانوا معنا.
< لا. كانت معكم الكويت والسعودية؟
- الكويت والسعودية لم يقدما لنا شيئاً.
< ولكنني اذكر، علي صالح اثناء الحرب اعلن عن مصادرة سفينة محملة بالاسلحة بتمويل كويتي سعودي الى الجنوب.
- هذه دعاية بروباغاندا هم شاطرون فيها .
< على كل ليس كل دول الخليج كانت معكم؟
- قطر لم تكن معنا.
< على العموم الكويت كانت معكم؟
- الكويت كانت معنا، لكنها لم تقدم لنا شيئاً.
< ربما لان الكويت حينذاك قد خرجت تواً من الغزو والحرب، فقد كانت آلامها كثيرة.. ولكن دبلوماسياً كانت معكم.
- على كل نحن نكن للكويت الشيء الكثير ونحن نعرف الكويت من الثورة الاولى، انا كنت طالباً في تلك الفترة وكنت آتي الى الكويت وألتقي بالمغتربين واجمع التبرعات للثورة المسلحة قبل الاستقلال الاول وحضرت المؤتمر التأسيسي الاول للطلاب في الكويت في ثانوية الشويخ ممثلاً لطلبتنا في القاهرة. والكويت، نحن نكمن لها الشيء الكثير ونحن رفضنا الاحتلال العراقي للكويت.
< ولكنني اذكر، كان لكم تصريح ليس في صالح الكويت، غير اني الآن لا اذكر طلبتنا طبعا نص التصريح؟
- انا شخصياً كنت متخوفاً من عرض قضية الكويت على مجلس الامن لوجود عبدالله الأخطل مندوب اليمن في المجلس.
< ولكن لم وجود الاخطل في مجلس الأمن مؤثراً الى جانب صوت كوبا اللذين عارضا كل القرارات في شأن الغزو العراقي؟
- ولكن كان للجنوب موقف..
< انا اعلم بان الجنوبيين كانوا مع الكويت وضد الغزو وقد خرجوا بمظاهرات مؤيدة للكويت؟
- انا قابلت الوفد الكويتي في بيتي.
< المشهد في اليمن هو الآن كالتالي: القائم بأعمال رئيس الجمهورية عبد رب منصور جنوبي ورئيس الوزراء جنوبي والحزب الاشتراكي وهو جنوبي أعلن اشتراكه في الانتخابات القادمة، وأحد المشايخ القبلية الجنوبية أعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة ألا يضعف كل ذلك موقفكم وقضية الجنوب؟
المبادرة الخليجية
- المبادرة الخليجية لا تعنيني، لأنها لم تذكر في المبادرة قضية الجنوب إلا في آخر سطرين في كلمتين، بما يضمن الوحدة والاستقلال، هذه المبادرة لا تعنينا بشيء، والانتخابات تدور على شخص واحد وهو عبد رب منصور المتوافق عليه، ولماذا الانتخابات إذا كان لا منافس له.. ومع هذا لا تعنينا ولن نقبلها وسنرفضها في الجنوب، لأنه مطلوب تعزيز أوضاعهم الاحتلالية في الجنوب ونحن لا نقبل الاحتلال وسنعمل كل ما من شأنه رفضها.. وقد بدأنا في الجنوب، في كل المحافظات مهرجانات وحرقوا بطاقات الترشيح.. هم يعملون ما يريدون ونحن نعمل ما نريد من أجل قضيتنا. هناك ظلم في الجنوب وهناك حق لنا باعتبارنا محتلين بعشرات الألوية لليوم، ونريد أن نستعيد دولتنا واستقلالنا، وفي حينه لكل حادث حديث، أما بدون هذا فنحن لا نقبل، أما حديثك عن الناس مش معانا، هذا موضوع كما سبق القول هناك خطان في الجنوب، الخطان يؤيدان الاستقلال، ولكن الخلاف خط يتجه للفيدرالية ثم الاستقلال الذي قد لا تضمن الوصول إليه، أو الاستقلال المباشر الذي قدم شبابنا تضحيات كبيرة، ولعلمك شهداؤنا كلهم شباب في العشرينات، عندنا أكثر من ألف شهيد، وعندنا عشرات آلاف الجرحى وعشرات آلاف في السجون وآخرهم الأخ المناضل حسن ياعون…
< كيف ترون دور الحراك السلمي..؟!
- نحن صدى الحراك السلمي، نحن معهم، ولنا تواصل معهم، ولكن هم الذين يقدمون التضحيات، وهم الذين يقررون مصيرهم ونحن سنكون معهم في كل الأحوال ومع برنامجهم السياسي الذي أقروه قبل فترة. والحراك السلمي الآن يعمل على تطوير وتوسيع وتعزيز السلطة وضم كل المكونات التي تؤمن بطريق التحرير والاستقلال، ويعملون جميعا على تحسين الأداء وتنويعه، الحراك تطور وأعتقد أنه يستطيع أن يصل إلى المستوى الجيد في المستقبل، وفي شباب يقود الحراك، شباب واع ومنافضل ومتمرس وفيهم الخير والبركة.
الجنوب والجوار
< لماذا لا تقومون بجولة على البلدان المجاورة لشرح القضية، هذا أولا، وثانيا لاحظت من خلال بياناتكم وتصريحاتكم أن علي صالح تنازل عن أراضينا للدول المجاورة من تقصدون بالدول المجاورة..؟
- نحن لا نقول شيئا غير الواقع حكومة صنعاء تستغل أراضينا مساحة الجنوب 336 ألف كيلومتر مربع وبسكان من (5) إلى (6) ملايين واليمن المساحة (195) ألف متر مربع، وكان أكثر من 20 مليون ونطلب من اخواننا الذين يعرفون الوطنية لا يمكن حل مشكلة الشمال على حساب الجنوب..
< من تقصد باخواننا في الجوار؟
- كلهم.
< تحديداً؟
- كلهم.. دول الخليج..
< دول الخليج غير فاعلة من غير السعودية؟
- السعودية..
< يعني مثلا الكويت لن تتحرك إذا لم تكن السعودية راضية؟
- نحن نعرف تركيبة الوضع، ونحن نريد علاقات حسن جوار مع الجميع ونريد نوثق علاقاتنا مع اخواننا في مجلس التعاون.
< ولكن لم تقوموا بجولة على البلدان الخليجية كي توثقوا علاقاتكم؟
- على يدك من بكره أنا مستعد أسافر..
< العطاس كان أخيرا في الكويت وقابل القيادة السياسية؟
- العطاس يستطيع أن يتحرك لأنه يحمل جوازا سعوديا..
< سمو أمير البلاد يعرف الجنوب جيداً، فقد توسط عندما كان وزيرا للخارجية في قضية الخلافات؟
- سمو الأمير الله يحفظه هو أكثر واحد في الكويت يعرف الوضع في الجنوب وأنا شخصيا أعرفه معرفة شخصية من العام 1970 كنت أنا حينذاك وزيرا للخارجية وكان سموه وزيرا للخارجية، وقد التقيت به في الأمم المتحدة وفي زامبيا وزرت الكويت عدة مرات وأعرف أهلها.
< سمو الأمير توسط في قضية الجنوب؟
- هذا كان في 1979 في الحرب الثانية بيننا وبين الشمال، وهو يعرف الوضع تماما، ونحن حاولنا التواصل بالكويت عن طريق السفارة الكويتية في مسقط ولكن لم يأتني الجواب.
< ألم تحاول مرة ثانية؟
- بعثت برسائل ولم يأتني الجواب ومع هذا نحن على استعداد للزيارة في أي وقت.
< بخلاف الكويت، دول خليجية أخرى ألم تحاول القيام بزيارتهم، قطر مثلا؟
- اتصلنا بقطر ردوا علينا نحن قوميون، ولكن إذا أراد شعب الجنوب اختيار الاستقلال نحن معهم.
< لماذا لا تعلنون البيان رقم واحد بالانفصال عن الشمال، كما حدث ابان الوحدة المصرية السورية؟!
- نحن ان شاء الله سنحقق الاستقلال.
< وهل ترى أن الوقت لصالحكم، خصوصا أن ايقاع الزمن سريع وعلى ارض الواقع هناك انتخابات قريبة..
- الانتخابات لا تقلقنا.
< لا تقلقك..؟ ولكن العالم ودول الجوار والامم المتحدة كل هؤلاء يهمهم رؤية اليمن المستقرة، وخصوصا ان الذين يقودون اليمن حاليا هم من اصول جنوبية..؟!
- هؤلاء الذين تعنيهم عاشوا في الشمال، مثل عبد ربه منصور وباسندوه وهؤلاء لا علاقة لهم بالجنوب.. ولا اريد ان اتكلم عنهم اكثر من هذا، وعبد ربه منصور لن يقود اليمن، صنعاء قبائل والنفوذ للقبائل وبعدهم للعسكر ومع هذا نحن نقول كل من هو جنوبي، الجنوب تتسع له، ليس لدينا مانع في اي يوم ان احدا منهم يعود الى الجنوب، فالجنوب بلادنا ونحن نعمل على ان تتسع الجنوب لكل الجنوبيين، وعندنا تجربتنا ونحن لا نقلق مما يقوله الناس في الجنوب، واعتقد ان الدول سيأتي يوم يتفهم ماذا يدور في الجنوب، ويفهم قضية الجنوب، والآن اخذ الاعلام العالمي والعربي يشعر بما يدور في الجنوب.
إعلام
< إعلامكم ضعيف..؟
- ضعيف طبعا..
< سمعت انكم ستنشئون قناة تلفزيونية..؟
- نفس قناة عدن ولكن سننشئ استديوهات جديدة.
< والصحيفة..؟
- كل ذلك وارد نحن نحاول ان نحسن اداءنا ونحن متأكدون ان العالم سيتفهم قضيتنا لانهم لا يستطيعون تجاوز قضية الجنوب ولا يستطيعون ان يحلوا قضايا صنعاء على حساب الجنوب دول مجلس التعاون غنية وتستطيع تقديم بعض المساعدات لصنعاء لكي تعالج امورها وتحمي امنها، لا ان تحل مشاكل صنعاء على حساب الجنوب ونحن على استعداد في اي وقت ان نزور اخواننا في مجلس التعاون ما عندنا مانع اذا هم سهلوا لنا القيام بالزيارة، فاخواننا دول مجلس التعاون اقرب الى شعب الجنوب ولنا علاقة تاريخية.
الدور الإيراني
< ما علاقتكم بإيران، وهل طهران تقدم لكم الامداد اللوجستي..؟!
- الكلام كثير، لقد جرينا سنوات وسنوات على الدول العربية لدعمنا، لكننا لم نجد استجابة، والآن نقولها بصراحة، من يقابلنا سنمد يدنا له نحن اصحاب قضية وفي هذا انتصار للمظلومين، فهل هناك من دول الخليج من ابدى استعداده ليساعدنا ونحن رفضنا..؟
< ولكن لم تطرحوا انتم شيئا على دول الخليج..؟
- (مقاطعا).. من قال لك..؟ حتى جرحانا يا اخي طلبنا منهم ان يعالجوهم في مستشفياتهم مارضيوا..!! علي عبدالله صالح يرسل قواته الى عدن، وهناك مختلفون في صنعاء ومثقفون على عدن.. في وحدات علي صالح وفي وحدات علي محسن، وهذه الوحدات في عدن متفقة على الجنوب في وحدات في عدن وفي وحدات زنجبار لماذا وضعوا وحدات في زنجبار..؟ في جانب من الوحدات عسكرية علي صالح وفي الجانب الآخر وحدات علي محسن الاحمر.
والجانبان دعموا وجمعوا عناصر ارهابية ودفعوهم للسيطرة على مدينة زنجبار، وقسموا المدينة الى قسمين شرق وغرب يتقاتلون هناك ويتجمعون هنا، علي صالح ارسل عناصر القاعدة وعلي محسن ارسل انصار الشريعة في زنجبار وجعار، هذا ما عملوه في الجنوب.
< هناك سيادة الرئيس مخاوف من استقلال الجنوب على اعتبار انها اصبحت قاعدة لعناصر «القاعدة» المتشددة.
- «القاعدة» هي منبع من السلفية وليست هي السلفية، وهناك من يقدم الدعم الكبير للسلفية ولكن القاعدة هي احدى نتاج السلفية.
القاعدة والجنوب
< هناك تشدد ديني سلفي في الجنوب، هذا ما شعرت به من خلال تصفح المواقع الالكترونية الجنوبية..؟!
- التدين شيء جيد، لكن التعصب نحن ضده، ونحن في الجنوب وسطيون هناك معاهد علمية دينية قديمة معروفة في الجنوب مثل رباط تميم ورباط باوزير من مئات السنين.
< من التطرف الى التطرف، من الشيوعية الى السلفية المتشددة.
- هذا لن يكون لان مجتمعنا وسطي ولن يقبل غير الخط المعتدل، هذا الخط السلفي المتشدد مدفوع الينا انهم جاؤوا من الخارج.
< الجنوبيون شوافع..؟
- شوافع كلنا.. وليست عندنا ارضية حاضنة للتطرف والارهاب.
< ولكن يبدو انه بات لديهم تربة خصبة في الجنوب لانتاج عناصر القاعدة..؟
- مش كثير..
< قبل يومين احتلوا مدينة واعلنوها امارة سلفية.
- هذه المدينة في الشمال.. نحن في الجنوب نستطيع ان نؤمن اوضاعنا. اذا سحبوا قواتهم..
دعم خارجي
< هل تتصور من السهولة ان يخرج اليمنيون ويسحبوا قواتهم، الا اذا صدر قرار سياسي من صنعاء..؟
- نحن نخرجهم من ارضنا بإمكانياتنا. واذا حصلنا على دعم خارجي كثر خيرهم سيكون خيرا على خير.
< اكيد تحتاجون الدعم الخارجي. وليس بالضرورة يكون دعماً عسكرياً. تحتاجون الدعم السياسي والدعم الاعلامي والمالي. انتم تحتاجون دعم الدول العظمى كأمريكا وبريطانيا. الدول العظمى حتى الآن ليست معكم، قضيتكم لم تعرض على البريطانيين ولا على الامريكان، والامريكان متخوفون من وضع القاعدة على اراضيكم..
- القاعدة مش من عندنا..
< بغض النظر عندكم أو مش عندكم، هم يتخوفون لأنهم موجودون على اراضيكم..؟
- علي عبدالله صالح هو الذي يدفع بعناصر القاعدة الى الجنوب. وسئل مرة عن استقلال الجنوب فقال: هل سيبقى هناك جنوب؟ الجنوب ستبقى امارات اسلامية. هم يحاولون ان ينفذوا خطة احتلال القاعدة ونحن نقاوم هذه الخطة. ولن ينجحوا لأنه لا توجد تربة تنبت هذه العناصر..
< ما وسيلتكم لطرد عناصر القاعدة من اراضيكم..؟!
- بكل الوسائل..؟
< مثلا..؟
- الحراك السلمي وسيلتنا الرئيسية. ولكن الموقف الثابت للقبائل. القبائل لا يرغبون بهم.
< ولكن القبائل هي التي تعمل حماية للقاعدة..؟
- هؤلاء شماليون..
ثروات الجنوب
< هل في الجنوب يوجد بترول..؟
- (يضحك..) خزينة صنعاء تعتمد على ثروات الجنوب. توجد اراضٍ خصبة وواسعة وشواطئ واسعة غنية بالاسماك.
< انتم الجنوبيون موقعكم استراتيجي. اذا استقلت بلادكم تستطيعون ضرب موانئ الخليج..
- (مقاطعا) ولماذا نضرب موانئ الخليج. نحن نتعاون. عدن لا شك موقع مهم، وميناء عدن من الموانئ الرئيسية في العالم.
< في تصوري مشواركم الى الاستقلال طويل. والزمن ليس في صالحكم. والزمن قصير..
- ليش الزمن مو في صالحنا..؟ مشوار طويل هذا انا معاك لكن الزمن ليس في صالحنا فأنا اختلف معك.
< انتم مختلفون كل في اتجاه. وانا بصراحة اخشى ان تكونوا مثل الفلسطينيين كل واحد يعمل له منظمة ويقبض فلوس من دولة عربية.
- نحن متفقون على الاستقلال ولكن نختلف على الوسيلة. نحن مع الحراك السلمي الذي يطرح خط التحرير والاستقلال واستعادة الدولة. وباقي الاخوان مع الفيدرالية. ونحن لم يعد عندنا شيء من الثقة مع اخواننا في صنعاء..
< الفيدراليون يقولون انه ليس للجنوب البنية التحتية لقيام دولة الاستقلال..؟
- هم يبررون هذا، ولكن حقيقة الامر مطلوب منهم ان يقولوا هذا علشان ما يخرجوا عن المبادرة الخليجية.
< دعوة الفيدرالية سابقة على المبادرة الخليجية..؟!
- نعم ولكن هم يطرحون على اساس عدم فك الارتباط مع الجنوب…
< ما تحفظكم على الفيدرالية..؟
- الفيدرالية لا تحقق المطلوب وهو الاستقلال. الفيدرالية تضعنا على نفس الوضع..
< اذا بقيت الدولتان في اطار الوحدة ولكن بنظام لا مركزي؟
- حاولنا ان نعمل كل شيء وقدمنا كل التضحيات وقدمنا ثرواتنا واراضينا ولكن لم نخرج بشيء. كوادرنا الوطنية الآن في الشارع. والشماليون يسيطرون على مرافق الدولة. كان همنا التنمية في الجنوب. وصلت الامية في عهد الوحدة الى ما يزيد على الـ%60.
غزو الكويت
< ألا ترى ان الوحدة اليمنية كانت مؤامرة وسيناريو مدبراً وخطة اولى لغزو الكويت..؟
- من حقك ان تفسر الامور كما ترى. ولكن انا لم يخطر على ذهني أي شيء من هذا. مسألة الاتحاد العربي نحن اعترضنا عليها. وفي بغداد انا تكلمت عن الوحدة وانها حلم. ولكن اكتشفنا ان الحلم كان كابوسا علينا.. ولكن لسنا طرفا في ما حدث بعد ذلك..
< هل رفقاؤك لم يكونوا موافقين على الوحدة..؟
- غير صحيح.. جهاز المكتب السياسي واللجنة المركزية كلهم كانوا موافقين.
< حيدر أبو بكر العطاس صرح لي بأنه لم يكن موافقا على الوحدة؟
- غير صحيح
< وانه دعا إلى الفيدرالية..
- وكيف قبل بأن يكون رئيس الوزراء في دولة الوحدة..؟!
< أمر واقع..
- أمر واقع..؟!!
< ما دور القذافي في الوحدة؟
- لم يكن للقذافي اي دور
< ويقال ايضا ان علي صالح لم يكن متحمساً للوحدة؟
- غير صحيح.
< من كان أكثر تحمساً للوحدة الجنوب أم الشمال..
- الجنوب..
< يعني ذهبتم بأرجلكم إلى النار..!!
- لا ليس الأمر كذلك، وانما نحن في ادبيات الحزب توجد الوحدة..
< ألم يكن حل آخر غير الحرب في عام 1994..؟
- الحل كان بالمبادرة التي وقعنا على وثيقتها في الاردن برعاية الملك حسين قبل الحرب بشهرين في 20 فبراير 1994 ولكن يبدو ان نية الحرب لديهم كانت مبيتة لأن من شروط الوثيقة هو اعتقال الذين قتلوا رفاقنا في الحزب الاشتراكي.. وهؤلاء عددهم نحو 150 شخصاً جميعهم كانوا من اقارب علي صالح، ولكن علي صالح لن يعتقل اقرباءه وقد قلت للرفاق ان الحرب ستقوم على هذا الاساس، وبالفعل قامت الحرب وكلها كانت في الجنوب ودمروا الجنوب ونهبوا واخذوا الذي يريدون والى اليوم ينهبون الجنوب.
< لم تكن لديكم القوة الكافية لمواجهة الشمال..؟
- نحن لم نفكر بالحرب كنا مؤمنين بالوحدة.
< الحرب جاءت بعد تراجعكم عن الوحدة..؟
- غير صحيح.. لم نتراجع عن الوحدة نحن طالبنا بتصحيح الاخطاء التي ارتكبوها في صنعاء، عندما كنا عندهم
الفرع والأصل
< أنت كنت نائب الرئيس؟
- لم يكن لنا اي دور، كان رئيس الوزراء من الجنوب ورئيس مجلس النواب ووزير الدفاع كلهم كانوا من الجنوب، لكن لم يكن لنا اي دور، كانت الامور كلها بيد الجهاز التنفيذي اللي هم من الشمال.
< أنت كنائب رئيس الجمهورية، ماذا كانت اختصاصاتك..؟
- لم يكن لدي اي اختصاصات، لأنه لم يكن هناك اي شيء مشرع وكانت تحكمنا العلاقات الشخصية المشكلة التي احنا اكتشفناها بعدين ان الشماليين مترسخ لديهم مسألة الفرع والاصل وان الجنوب الفرع واليمن الاصل.
< نفس قضية الكويت والعراق ولبنان وسورية؟
- لما اكتشفنا هذا قلنا لهم نرفض هذه العقلية الجنوب دولة ولها تاريخ وثقافة وتقاليد لا يمكن ان نكون فرعاً من اصل.
< الجنوب كان تحكمه سلاطين.. ولكن بعد خروج الانجليز ونيل الاستقلال انتم قضيتم على نظام السلاطين للاسف بالقتل وسالت دماء كثيرة؟
- كان في الجنوب 22 مشيخة وسلطنة وامارة، وحاولنا توحيد هذه الكيانات في كيان الدولة الواحدة نحن وقعنا في الكثير من الاخطاء وهذه حقيقة ونحاول المراجعة وتصحيح تلك الاخطاء واعادة الثقة مع كل الشرائح الاجتماعية من سلاطين وقبائل.
< لو طلب السلاطين اعادة حكمهم هل توافقون؟
- ليس نحن الذين نوافق الشعب هو الذي يقرر كل الأمور في المستقبل سيكون بيد الشعب جميع الأمور ستخضع للاستفتاء الشعبي من نظام الحكم الى الدستور والعلم والنشيد الوطني الشعب هو الذي يقرر ما يريد.
< وهل الشعب بالدرجة من الوعي حتى يمنحك القرار السليم..؟
- الحل هذا هو.. ما عندي حل ثان..
< اذا كان %60 من الشعب يعاني من الأمية فهل هذا مؤهل لتقرير مصير دولة؟
- نعم يستطيع ان يقول رأيه.
< ولكن الشعب يتطلب لقيادة واعية؟
- نعم ولكن الشعب ايضا لديه القدرات الكافية ليقرر.
< انتم في جنوب اليمن كدولة ساحلية اقرب الى الخليج من اليمن؟
- هذا صحيح.. نحن لدينا قابلية للحياة المدنية هناك في اليمن قبائل يحتاجون الى وقت طويل حتى يتكيفوا في المجتمع المدني.
< لديكم جاليات كبيرة في بلدان متعددة في بريطانيا وكندا وامريكا واندونيسيا وكثير منهم يعمل في حقول التجارة والاعمال الحرة ويستطيعون انعاش الاقتصاد الجنوبي؟
- كذلك عندنا اخواننا التجار في المملكة العربية السعودية.
< هل ترى النصر قريباً..؟
- نعم ارى النصر اقرب من أي شيء آخر.

الأحد، 5 فبراير 2012

إلى شباب الحراك والثورة في عدن.. هل نجحت خطة الاختراق؟ (بقلم : د.عيدروس النقيب ) الأحد, 05 فبراير 2012 16:56


إلى شباب الحراك والثورة في عدن.. هل نجحت خطة الاختراق؟ (بقلم : د.عيدروس النقيب )
الأحد, 05 فبراير 2012 16:56



أمر مؤسف أن تصل العلاقة بين شباب الثورة وشباب الحراك السلمي إلى هذه الدرجة من التدهور والانهيار، بل إنه من المعيب على طرفين في عملية ثورية واحدة تستهدف إسقاط نظام قام على الاستبداد والقمع والقهر والإقصاء والاستعلاء والفساد في كل شيء، أن ينسى الطرفان قضيتهما الرئيسية ، إسقاط نظام القمع والاستبداد والتمزيق والتفكيك، وأن يتجها بخناجرهما نحو بعضهما البعض، ولأنني أرفض استخدام العنف ضد أي غريم كان لو كان القتلة الذين أزهقوا أرواح شباب الثورة وقبلهم وأكثر منهم شباب الحراك السلمي فإنني أعبر عن غضبي واستيائي مما شهدته محافظة عدن من انحدار في العلاقة بين الطرفين وأناشدهما بالكف عن الشحن والتوتير بينهما مهما كانت الأسباب والمبررات.





ولأن سبب النزاع بين الطرفين هو الموقف من الانتخابات، ولأن الطرفان: الثورة والحراك قد اقرا مسبقا بأنهما لا يسلكان إلا النضال السلمي ولا سواه فإنه يمكن التأكيد على النقاط التالية التي ينبغي التمسك بها بدلا إزهاق الأرواح وبدلا من أن نقوم بقتل بعضنا البعض نيابة عن أجهزة القمع الرسمية التي لا شك أنها تحتفي طربا وهي ترى الدماء تسيل والجثث تتجندل في ساحات عدن أو في ساحة قد تشهد أحداث مشابهة، والملاحظات هي:

1. إن الموقف من الانتخابات هو حق شخصي لكل فرد وكل تجمع، سواء كان هذا الفرد أو هذا التجمع من شباب الثورة أو من شباب الحراك السلمي صاحب أو ل ثورة سلمية في الربيع العربي، وبالتالي فإنه لا يحق للرافضين للانتخابات إرغام الآخرين لتبني خطهم وموقفهم من الانتخابات.

2. إن اللجوء من أي طرف إلى القوة في إكراه الطرف الآخر على تبني قناعات وموقف الطرف الأول هو أمر مرفوض ومدان أما إن يكون هذا الإكراه عن طريق اللجوء إلى السلاح فالأمر يستحق أكثر من مجرد الرفض والإدانة.

3. إن الانتخابات التي يدور الحديث عنها هي انتخابات غير تنافسية وكل قيمتها تنحصر في إغلاق صفحة تاريخ ما قبلها، وطي صفحة علي عبد الله صالح وبالتالي فإن الإخلاص لها أو عدم الإخلاص لا يستحق إسالة قطرة دم واحدة وليس إزهاق أرواح وصناعة معوقين واستزراع فتنة نحن في غنى عنها.

4. من قراءاتي عن حادثة يوم 3 فبراير في المعلا وفي كريتر بل وقبل هذه القراءة تسرب إلى ظنوني الكثير من الشكوك عن وجود طرف ثالث يمكن أن يكون قد خطط لهذه اللحظة وما سيلحقها من تداعيات، ولنا أن نتصور أن جهاز أمني يتعاون مع تنظيم القاعدة ويسلمها محافظات بكاملها هل يمكننا تصور أنه لن يفكر في دق الأسافين بين شباب الحراك وشباب الثورة؟ أتصور أن الملثمين الذين شرعوا في إطلاق النار على الشباب لا يمكن أن يكونوا إلا مكلفين من طرف ثالث يريد إشغال شباب الثورة والحراك معا ليتفرغوا لبعضهم بدلا من الاتجاه نحو إنجاز مهمة إسقاط النظام ومن ثم التحاور حول المداخل المختلفة لحل القضية الجنوبية.

5. إن الجيل الشاب الذي تصدى لمهمة إنجاز إسقاط النظام ومعالجة القضية الجنوبية يجب أن يمتلك من الوعي والصبر والمرونة والقيم الأخلاقية ما ينبغي أن يتفوق به على أسلافه من الثوار والمناضلين، ومن غير شك أن قتل المناضلين لبعضهم لا يدخل في أخلاقيات النضال، وهو ما يستدعي إعادة النظر في العلاقة بين شباب الثورة وشباب الحراك في عدن وغيرها من مدن ومحافظات الجنوب.

6. إن القضية الجنوبية قضية حية وشرعية ولها من الأحقية والمشروعية ما يجعلها غير قابلة للشطب والإلغاء، ولا يمكن أن تندثر لا بالانتخابات الرئاسية ولا بالحملات العسكرية ولا بغيرها من الوسائل بعد أن اعترف بها القاصي والداني.

على شباب الثورة في عدن والمحافظات الجنوبية أن يدركوا أن ساحات عدن ليست ساحات صنعا أو تعز، وأن القضية الجنوبية بها من الحساسيات ما لا يمكن تجاوزه بمجرد السخط على فعاليات الحراك، كما على شباب الحراك أن يعلموا أن الثورة ليست مؤامرة على الحراك لكنها رديف للثورة الجنوبية ومدخل لتحقيق أهداف أول ثورة سلمية في الوطن العربي ـ ثورة الحراك السلمي الجنوبي المنطلق في 2007 ـ. . .لستم أعداء حتى تقتلوا بعضكم بعضا والثورة الشبابية السلمية ستجتث نظام على عبد الله صالح دونما حاجة لاقتتالكم مع بعضكم، لكن القضية الجنوبية قد تخسر مضمونها إذا انشغلنا نحن الجنوبيين بقتل بعضنا، ولنا في الحرب الأهلية في العام 1967م خير عبرة وعظة.

إنني بكل تواضع أدعو شباب الثورة وقيادات ومكونات الحراك في عدن ومحافظات الجنوب ومعهم كل النشطاء السياسيين من مختلف الأحزاب والقوى السياسية إلى الجلوس الفوري لتدارس ما جرى يوم 3 فبراير في عدن من خلال:

1. اللقاء المباشر بين ممثلي الحراك وشباب الثورة والقوى السياسية في عدن لتقييم ما جرى وكشف الأسباب الحقيقية للحادثة.

2. الكف عن الشحن والشحن المتبادل والتعامل مع بعضنا على إننا ظاهرتين سياسيتين شرعيتين ووطنيتين لا يحق لأحد أن يلغي الآخر أو يقصيه.

3.الاتفاق على حق كل طرف بالدعوة إلى ما يراه بشأن الموقف من الانتخابات أو أي قضية أخرى بالوسائل السلمية والمدنية المعروفة، وإدانة كل من يلجأ إلى القوة والإكراه.

4. أخذ الحيطة والحذر من اللعبات المخابراتية للأجهزة التي لم نعرف منها إلا إتقان إشعال الفتن ودق الأسافين بين شركاء الحياة السياسية في كل مكان.

5. الإدانة المطلقة لكل عمل من شأنه إذكاء الفتن بين المواطنين وبين مختلف القوى السياسية ونشطاء الحراك السلمي وقوى الثورة الشبابية السلمية.

6. تحميل أجهزة الأمن المسئولية الكاملة عن كل توتر تشهده المدينة وغيرها من المحافظات، وحماية الفعاليات السلمية.

7. الإصرار على الطابع السلمي لكل فعالية يمكن القيام بها.

إن الأيام القادمة تستدعي المزيد من اليقظة من قبل الجميع والمسئولية مسئولية الجميع، ولنا أن نتصور حجم الخدمة الكبيرة التي يمكن أن نقدمها لأجهزة القتل والفتنة عندما نغرس سكاكين بعضنا البعض في أجساد بعضنا البعض ونحن الذين أبينا على أنفسنا أن نرد على من أراق دماءنا وأزهق أرواح أبنائنا إلا بالوسائل السلمية.

برقيات:

* أصدق آيات الدعاء لروح المناضل القاضي عبد السلام صبره الذي وافته المنية في الاسبوع الماضي بعد حياة حافلة بالمواقف النضالية والوطنية. . . تغمده الله بواسع رحمته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون"

* ما تعرض له الزميل الوزير والنائب علي العمراني عمل دنيء يستحق ما هو أكثر من الإدانة، وهو يمثل اختبار حقيقي لوزارة الداخلية لكشف المدبر والمخطط والمنفذ لتقديمه للقضاء لينال جزاءه.

* قال الشاعر الفلسطيني الشهيد عبد الرحيم محمود:

سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاوي الردى

فإما حـــــــياةٌ تسر الصديق وإما مماتٌ يغـــــــيظ العدى

انشر الموضوع على :

الأربعاء، 1 فبراير 2012

أوقفوا الحملة المنظمة ضد الحراك الجنوبي؟ (بقلم : د .عيدروس النقيب) الأربعاء, 01 فبراير 2012 18:59


أوقفوا الحملة المنظمة ضد الحراك الجنوبي؟ (بقلم : د .عيدروس النقيب)
الأربعاء, 01 فبراير 2012 18:59



أمر غريب ومريب أن تتصاعد الحملة الإعلامية المنظمة ضد الحراك السلمي الجنوبي الذي اجترح مأثرة أول ثورة سلمية عربية قبل دنو موسم الربيع العربي بسنوات،. . . ثورة أسقطت فيها قوات الأمن اليمنية في لحج وأبين والضالع وعدن وحضرموت ولودر والصبيحة وغيرها من مدن الجنوب ما يقارب 2000 شهيد وأكثر من ثلاثة آلاف جريح وزجت في غياهب سجونها بعشرات الآلاف من المعتقلين، البعض وصل اعتقالهم إلى سنوات ولأكثر من مرة، وخصصت لهم محكمة استثنائية غير قانونية شكلت فقط وفقط من أجلهم، وما تزال قائمة حتى اليوم وبعد حكومة الوفاق الوطني.



قبل سقوط صالح كانت أجهزة الأعلام الرسمية المسموعة والمرئية والمقروءة (الورقية والإلكترونية) تتولى مهمة الهجوم على الثورة السلمية الجنوبية، وكانت أجهزة المخابرات هي من يطبخ التهم والنعوت والصفات والألقاب التي تسوقها عن الوضع في الجنوب، وغرست لدى الرأي العام مفهوما مفاده أن هؤلاء لديهم مخططا تآمريا يخدم أجندة خارجية ، وهي التي لم تفلح قط في إقناع أبسط الأميين في اليمن أن علي عبد الله صالح ينفذ مخططا وطنيا.

وبعد رحيل صالح تتقاسم الحملة على الحراك أطراف شتى تبدأ بالسلفية المتطرفة التي كفرت الحراك الجنوبي ولم تقل شيئا عن قتل المعتصمين ونهب الأراضي واستباحة الحقوق والسماح للطيران الأجنبي بقصف القرى وقتل الأطفال، وتمتد أطراف الحملة إلى وحدويي 1994م الذين التحق بهم هذه المرة عدد من المستنيرين المحسوبين على مؤيدي الثورة السلمية ومثقفيها، وهذه الحملة تبدأ بتهمة الانفصالية الصالحة لكل زمان ومكان ولكل مواطن جنوبي يشكو الظلم والإقصاء والنهب والاستئثار والمعاملة الدونية، ولا تنتهي عند الحديث عن مشروع إيراني يرغب في التمدد إلى الجنوب، متناسية هنا أنه لا يوجد في الجنوب شيعي واحد يمكن أن تدعمه إيران ليغذي مشروعها، وأن الشيعة أنفسهم هم من أكثر المتضررين من نظام علي عبد الله صالح وأنصاره.

لست هنا بصدد الرد على فيض الكتابات التي امتلأت بها المواقع الإلكترونية اليمنية فهي كثيرة ومتعددة لكنها بكل أسف لا تستحق المناقشة والتفنيد بيد إنني أشعر بالحزن وأنا أقرأ الكثير من الردود على تلك الكتابات مركزة على شخص الكاتب وتنسى جوهر القضية، وهو ما يتوه القارئ والكاتب معا عن الجوهر الذي هو لب الخلاف، وهو هل هناك قضية جنوبية وما هو الحل لها؟

ما يهمني هنا ثلاث حقائق يتحاشاها كل الذين يتهجمون على الحراك السلمي والقضية الجنوبية وهي:

1. إن الجنوب كان دولة لها حضورها الإقليمي والدولي (كانت جمهورية اليمن الديمقراطية عضوا في مجلس الأمن في العام 1990م عندما أعلن عن توحيد شطري اليمن) وكانت تفاخر إنها قضت على الأمية واستأصلت أوبئة مثل الجذام والملاريا وحمى الضنك وغيرها وأوصلت التعليم المجاني إلى كل قرية ووادي وصار بإمكان ابن عامل النظافة أن يصير طيارا أو طبيبا أو مهندسا أو وزيرا إذا ما امتلك الكفاءة لذلك، وقدمت الخدمة الطبية المجانية لجميع السكان، . . .بل وينسى هؤلاء إن هذه الدولة توحدت طوعا مع شقيقتها الجمهورية العربية اليمنية في العام 1990 بناء على اتفاقية شهدها العالم كله.

2- إن هذه الدولة جرى إسقاطها بالحرب الاجتياحية الاستباحية التي ألغت كل الاتفاقات الموقعة بين طرفي الوحدة، وهو ما يعني أن الوحدة لم تدم إلا أربع سنوات أما ما بعد الحرب فقد اعترف الشركاء أنفسهم بأنها كانت احتلالا واستعمارا، وإذا أقر هؤلاء بذلك فلا داعي للمزايدة على مضمون ومفهوم الوحدة التي لم يجن الجنوب منها إلا الويلات والأوبئة والسلب والنهب والاستبعاد والإقصاء والتعالي وتصدير الثارات والحروب الداخلية وأخيرا تسليم محافظات الجنوب للجماعات الإرهابية.

3. إن الكثيرين من أنصار الثورة قد ساهموا في الاستفادة من نتائج الحرب من خلال الحصول على أراضي والاستيلاء على مؤسسات ومنشئات حكومية، وعلى عشرات الكيلومترات من سواحل الاصطياد في الجنوب إلى جانب وكالات الشركات التجارية وشركات التنقيب عن النفط وهي مصالح لم يكونوا ليحصلوا عليها لولا مشاركتهم في حرب الاستباحة هذه وهي بالمناسبة أصول وأملاك وأراضي ومنشآت تعود ملكيتها للجنوب والجنوبيين، وأرجو أن لا يقول أحد لا داعي لهذا فقد صرنا شعبا واحدا، لأنني لا أعلم كم الأراضي التي نهبها الجنوبيون في صنعاء والحديدة وتعز وإذا ما حصل هذا فنحن نطالب بإعادتها لأصحابها.

أما الذين يتحدثون عن الانفصالية والانفصاليين فليسوا مختلفين كثيرا عن نظام علي عبد الله صالح لأنهم يعلمون أن هذا النظام كان الانفصالي الأول عندما حول الجنوب إلى غنيمة حرب وشرع في توزيع هذه الغنيمة على شركاء الحرب، ولذلك سيكون من مصلحتهم جميعا أن يشطبوا هذه المفردة من قاموسهم وأن يفكروا هل هم واثقون من بقاء اليمن واحدا لو كف الجنوبيون عن المطالبة بحقوقهم أم كم يمن وكم شمال وكم جنوب سيكون معنا بعد أن وضع علي عبد الله صالح وأنصاره اللبنات الأساسية لتفكيك اليمن وتحويلها إلى عدة يمنات كما فعل شقيقه محمد زياد بري بالصومال.

برقيات

* من إشكاليات الكتابة عن القضية الجنوبية أن كل من يبدأ في الكتابة عن مظالم الجنوب يفاجأ بالاتهام بالانفصالية، وكأن من لا يكون انفصاليا عليه أن يسكت عن مظالم أبناء الجنوب حتى بعد أن اعترف بعض شركاء الحرب بأن الجنوب عومل معاملة المستعمرات من قبل علي عبد الله صالح وأنصاره.

* الذين يتهجمون على الرئيسين علي ناصر محمد وحيدر العطاس بسبب دعوتهم إلى الفيدرالية الثنائية، يستخدمون نفس التهمة التي كان يكررها علي عبد الله صالح (تهمة الانفصالية) ولم يعرفوا أن لغة علي عبد الله قد صارت اتهامات له ولكل من يستخدمها، لأنها تجرم الشرفاء وتدافع عن المجرمين.

* قال الشاعر محمود درويش:

حملت صوتك في قلبي و أوردتي فما علـــــــيك إذا فارقت معركتي

أطعمت للريح أبـــــياتي وزخرفها إن لم تكن كســـــيوف النار قافيتي

آمـــــنت بالحرف .. إما ميتا عدما أو ناصـــــــــــبًا لعدوي حبل مشنقةِ

آمنت بالحرف .. نارا لا يضير إذا كنت الرماد أنا أو كان طاغيــــــتي!

فإن سقطت .. و كفى رافع علمي سيكتب الناس فوق القبر : " لم يمتِ
انشر الموضوع على :